- اسير الحبعضو فضي
- الجنس : مشاركات : 210
02102009
( سورة الإسراء تبشر بحتمية القضاء على فساد اليهود وإخوانهم على السواء )
( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيرا)الإسراء ( 4 )
في ظلال ذكرى الإسراء والمعراج, ونزول سورة الإسراء, نجدها تطوى الحديث عن حكمة تلك الكرامة في آيةٍ واحدة, ثم يتحول السياق للحديث عن بني إسرائيل, أولئك الذين كانوا من ذرية المؤمنين الذين نجوا في الفلك المشحون مع نوحٍ عليه السلام؛ لكنهم كانوا من الخَلْفِ الذين أضاعوا الصلاة, واتبعوا الشهوات, واتخذوا من دون الله وكيلا, وهم يأخذون عَرَضَ هذا الأدنى, ويقولون سَيُغفر لنا, وإن يأتهم عَرَضٌ مثله يأخذوه, مع أنهم قد أُخِذَ عليهم ميثاق الكتاب ألَّا يقولوا على الله إلا الحقَّ, ودرسوا ما فيه, وقد آلَ أمرهم أن يكون مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً, وكالكلب إن تحمل عليه يلهث, أو تتركه يلهث, ثم جعل منهم القردة والخنازير, وعَبَدَ الطاغوت, أولئك شرٌّ مكاناً, وأضلُّ عن سواء السبيل.
إن هذه الآية تخبر عن إعلام بني إسرائيل بأنهم سيفسدون في أرض المسجد الأقصى التي بارك الله فيها للعالمين مرتين, وأنهم في كل مرة يعلون علواً كبيراً, ثم تأخذهم سُنَّةُ ربهم التي أخذتِ القرى وهي ظالمة, فما كان جل جلاله مُهلكَ القرى إلا وأهلها ظالمون.
وقد تأكد استمرارهم في الفساد في عدد من الآيات, ومنها ما يلي:
1.قال تعالى:".. كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " المائدة (64).
2.وقال سبحانه:" مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً " المائدة (32).
3.وقال على لسان سيدنا موسى يخاطبهم:".. كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " البقرة (60).
ومن دلائل ذلك أن قارون كان من قوم موسى, فبغى عليهم, وقد نصحه قومه فقالوا: ".. وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " القصص (77), وقد عقَّب سبحانه على قصته بأنه جعل الدار الآخرة للذين لا يريدون علواً في الأرض كفرعون, ولا فساداً كقارون, والعاقبة للمتقين.
بل إن سيدنا موسى عليه السلام عندما ذهب لميقات ربه أربعين ليلة كان قد أوصى أخاه هارون بأن يخلفه في قومه, وأن يصلح, وألَّا يتبع سبيل المفسدين, كما في الأعراف (142).
إن فساد بني إسرائيل قد طال كل الميادين حتى صاروا من الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون, فقد تشبهوا بالذين طغوا في البلاد, فأكثروا فيها الفساد, ولذلك فإني ذاكرٌ من وجوه مفاسدهم ما يتسع له المقام أو المقال:
أولاً: اتخذوا العجل إلهاً من بعد ما جاءتهم بينات التوحيد, فقد أُشْرِبوا في قلوبهم حُبَّه بكفرهم, كما اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله, وكانوا يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوت، أي الأصنام والشياطين.
ثانياً: لم يكتفوا بتلك الألوان من الشرك حتى تَجَرَّؤوا على جَناب الله سبحانه, فقالوا:" يَدُ اللهِ مغلولة" المائدة (64),وقالوا:" إنَّ اللهَ فقيرٌ ونحن أغنياء" آل عمران (181), مع التناقض في دعوى أنهم أبناء الله وأحباؤه, وأنهم أولياء لله من دون الناس, وأنه لن يدخل الجنة إلا من كان هُوداً أو نصارى, ومن التناقض أنهم قالوا: كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا, مع قولهم: ليست النصارى على شيءٍ, وقد تَبَجَّحوا بأنهم قد نجحوا في قتل عيسى بن مريم رسول الله عليه السلام، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّهَ لهم.
ثالثاً: أعلنوا العداوة لجبريل, ومن كان عدواً له كان عدوا لميكال, وللملائكة كافة, فكان بذلك عدواً لله ربِّ العرش العظيم: " مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ" البقرة (98) .
رابعاً: وقد أبدوا العداوة للرسل عليهم السلام, فآذوا موسى فَبَرَّأَهُ الله مما قالوا, وكان عند الله وجيهاً، وكانوا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا, وفريقاً يقتلون, وقد ضُربت عليهم الذلة والمسكنة؛ لأنهم كانوا يكفرون بآيات الله, ويقتلون النبيين بغير الحق, ولم يسلم نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم من كيدهم, فقد هَمَّ بنو النضير بقتله, وكان سبباً في جلائهم, ثم دَسُّوا له السمَّ يوم خيبر في شاةٍ مَصْلِيَّة, وظلَّ السُّمُّ يعاوده, حتى قطع أَبْهَرَه, ونال الشهادة بسببهم, عليهم لعنة الله تترى خالدين فيها أبداً.
خامساً: وقد جحدوا الكتب المنزلة بجحودهم للنبوات, فهم الذين قالوا:".. مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ..", فقال الله لهم:" .. مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ.." الأنعام (91).
ثم إنهم لما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم, كأنهم لا يعلمون, واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان.., أي اتبعوا كتب السحر, كما في البقرة (102).
سادساً:لم يؤمنوا باليوم الآخر إيماناً صحيحاً, فزعموا أن لن تمسهم النار إلا أياماً معدودات, وغَرَّهم في دينهم ما كانوا يفترون, وادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه, لذلك فالدار الآخرة والجنة خالصة لهم من دون الناس, فلما قيل لهم على وجه المباهلة:" فتمنوا الموت إن كنتم صادقين", لم يتمنوه, ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم, ومن هنا كانوا أحرص الناس على حياةٍ ومن الذين أشركوا, يود أحدهم لو يُعَمَّرُ ألف سنة, وما هو بمزحزحه من العذاب أن يُعَمَّر.
سابعاً:وكما كانوا أعداء للملائكة والنبيين فهم أعداء أَلِدَّاء للمؤمنين, فإنك لتجدن أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا, وهم لا يَنْقِمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا, وما أنزل من قبل, لذلك فقد وَدَّ كثير منهم لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق, وَوَدَّتْ طائفة منهم لو يُضِلونكم, وما يُضِلون إلا أنفسهم وما يشعرون, وقد حَذَّركم ربكم من أنكم إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين, وأنهم يشترون الضلالة, ويريدون أن تضلوا السبيل.
ثامناً:إنهم بعد ذلك أعداء للخليقة كلِّها, فقد وصفهم ربهم بأنهم شَرُّ الدواب عند الله, والحل الأمثل فيهم أن تشرد بهم مَنْ خلفهم؛ بأن تُنْزِلَهم من صياصيهم, أو تخرجهم من حصونهم, أو تأخذهم من القرى المحصَّنة, ومن وراء الجُدُر, فريقاً تقتلون, وتأسرون فريقاً, وما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض, وإذا لقيتموهم فَضَرْبَ الرقاب, حتى إذا أثخنتموهم فَشُدُّوا الوثاق؛ حتى تضع الحرب أوزارها, ويتحقق السلام في الأرض بكسر شوكة اليهود والمنافقين والمشركين.
إن الحديث عن فساد اليهود في القرآن لا يتسع له هذا المقال, فقد كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه, وترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا, ولا تزال تَطَّلِعُ على خائنةٍ منهم إلا قليلاً منهم, فإن منهم مَنْ إنْ تأمنه بدينارٍ لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائماً, وهم الذين ينقضون عهدهم في كلِّ مرة وهم لا يتقون, وكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم, إلى غير ذلك مما يُسَوِّد المجلداتِ لو أردنا استقصاءه.
فإذا الْتفتنا إلى المعاصرين منهم زعماء الإفساد الثاني والعلو الكبير اليوم؛ وجدناهم قد صَدَّقَ عليهم إبليس ظنه فاتبعوه, إذْ أقسم بعزة الله ليغوينهم أجمعين, ولا تجد أكثرهم شاكرين, وكانوا إخوان الشياطين الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً, وقد استمتع بعضهم ببعض, وستكون النار مثواهم خالدين فيها, إلا ما شاء الله.
إن معظم الجرائم العالمية من ورائها يهود, فقد أرادوا السيطرة على العالم, فأفسدوا عقائدهم وفكرهم باليسارية والإلحاد حيناً, أو باليمينية والرأسمالية حيناً آخر, وأرخصوا أعراضهم ونساءهم, فأفسدوا الأخلاق, وبذلوا أموالهم فاشتروا الذمم, وجَنَّدوا الجواسيس والخدم, وإن نموذج الحكم الذاتي المحدود لزبائن أوسلو, والتعاون الأمني المقيت معهم, دليل حيٌّ صارخ على مستنقع الفساد في البلاد, لا سيما هذه الأرض التي بارك الله فيها للعالمين, ولن يطول زمان حتى تكرههم المقاومة على أن يُعْطُوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون.
ولكن أكثر الناس لا يعلمون
:__--__: :جزاك:
( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيرا)الإسراء ( 4 )
في ظلال ذكرى الإسراء والمعراج, ونزول سورة الإسراء, نجدها تطوى الحديث عن حكمة تلك الكرامة في آيةٍ واحدة, ثم يتحول السياق للحديث عن بني إسرائيل, أولئك الذين كانوا من ذرية المؤمنين الذين نجوا في الفلك المشحون مع نوحٍ عليه السلام؛ لكنهم كانوا من الخَلْفِ الذين أضاعوا الصلاة, واتبعوا الشهوات, واتخذوا من دون الله وكيلا, وهم يأخذون عَرَضَ هذا الأدنى, ويقولون سَيُغفر لنا, وإن يأتهم عَرَضٌ مثله يأخذوه, مع أنهم قد أُخِذَ عليهم ميثاق الكتاب ألَّا يقولوا على الله إلا الحقَّ, ودرسوا ما فيه, وقد آلَ أمرهم أن يكون مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً, وكالكلب إن تحمل عليه يلهث, أو تتركه يلهث, ثم جعل منهم القردة والخنازير, وعَبَدَ الطاغوت, أولئك شرٌّ مكاناً, وأضلُّ عن سواء السبيل.
إن هذه الآية تخبر عن إعلام بني إسرائيل بأنهم سيفسدون في أرض المسجد الأقصى التي بارك الله فيها للعالمين مرتين, وأنهم في كل مرة يعلون علواً كبيراً, ثم تأخذهم سُنَّةُ ربهم التي أخذتِ القرى وهي ظالمة, فما كان جل جلاله مُهلكَ القرى إلا وأهلها ظالمون.
وقد تأكد استمرارهم في الفساد في عدد من الآيات, ومنها ما يلي:
1.قال تعالى:".. كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " المائدة (64).
2.وقال سبحانه:" مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً " المائدة (32).
3.وقال على لسان سيدنا موسى يخاطبهم:".. كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " البقرة (60).
ومن دلائل ذلك أن قارون كان من قوم موسى, فبغى عليهم, وقد نصحه قومه فقالوا: ".. وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " القصص (77), وقد عقَّب سبحانه على قصته بأنه جعل الدار الآخرة للذين لا يريدون علواً في الأرض كفرعون, ولا فساداً كقارون, والعاقبة للمتقين.
بل إن سيدنا موسى عليه السلام عندما ذهب لميقات ربه أربعين ليلة كان قد أوصى أخاه هارون بأن يخلفه في قومه, وأن يصلح, وألَّا يتبع سبيل المفسدين, كما في الأعراف (142).
إن فساد بني إسرائيل قد طال كل الميادين حتى صاروا من الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون, فقد تشبهوا بالذين طغوا في البلاد, فأكثروا فيها الفساد, ولذلك فإني ذاكرٌ من وجوه مفاسدهم ما يتسع له المقام أو المقال:
أولاً: اتخذوا العجل إلهاً من بعد ما جاءتهم بينات التوحيد, فقد أُشْرِبوا في قلوبهم حُبَّه بكفرهم, كما اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله, وكانوا يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوت، أي الأصنام والشياطين.
ثانياً: لم يكتفوا بتلك الألوان من الشرك حتى تَجَرَّؤوا على جَناب الله سبحانه, فقالوا:" يَدُ اللهِ مغلولة" المائدة (64),وقالوا:" إنَّ اللهَ فقيرٌ ونحن أغنياء" آل عمران (181), مع التناقض في دعوى أنهم أبناء الله وأحباؤه, وأنهم أولياء لله من دون الناس, وأنه لن يدخل الجنة إلا من كان هُوداً أو نصارى, ومن التناقض أنهم قالوا: كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا, مع قولهم: ليست النصارى على شيءٍ, وقد تَبَجَّحوا بأنهم قد نجحوا في قتل عيسى بن مريم رسول الله عليه السلام، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّهَ لهم.
ثالثاً: أعلنوا العداوة لجبريل, ومن كان عدواً له كان عدوا لميكال, وللملائكة كافة, فكان بذلك عدواً لله ربِّ العرش العظيم: " مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ" البقرة (98) .
رابعاً: وقد أبدوا العداوة للرسل عليهم السلام, فآذوا موسى فَبَرَّأَهُ الله مما قالوا, وكان عند الله وجيهاً، وكانوا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا, وفريقاً يقتلون, وقد ضُربت عليهم الذلة والمسكنة؛ لأنهم كانوا يكفرون بآيات الله, ويقتلون النبيين بغير الحق, ولم يسلم نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم من كيدهم, فقد هَمَّ بنو النضير بقتله, وكان سبباً في جلائهم, ثم دَسُّوا له السمَّ يوم خيبر في شاةٍ مَصْلِيَّة, وظلَّ السُّمُّ يعاوده, حتى قطع أَبْهَرَه, ونال الشهادة بسببهم, عليهم لعنة الله تترى خالدين فيها أبداً.
خامساً: وقد جحدوا الكتب المنزلة بجحودهم للنبوات, فهم الذين قالوا:".. مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ..", فقال الله لهم:" .. مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ.." الأنعام (91).
ثم إنهم لما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم, كأنهم لا يعلمون, واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان.., أي اتبعوا كتب السحر, كما في البقرة (102).
سادساً:لم يؤمنوا باليوم الآخر إيماناً صحيحاً, فزعموا أن لن تمسهم النار إلا أياماً معدودات, وغَرَّهم في دينهم ما كانوا يفترون, وادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه, لذلك فالدار الآخرة والجنة خالصة لهم من دون الناس, فلما قيل لهم على وجه المباهلة:" فتمنوا الموت إن كنتم صادقين", لم يتمنوه, ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم, ومن هنا كانوا أحرص الناس على حياةٍ ومن الذين أشركوا, يود أحدهم لو يُعَمَّرُ ألف سنة, وما هو بمزحزحه من العذاب أن يُعَمَّر.
سابعاً:وكما كانوا أعداء للملائكة والنبيين فهم أعداء أَلِدَّاء للمؤمنين, فإنك لتجدن أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا, وهم لا يَنْقِمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا, وما أنزل من قبل, لذلك فقد وَدَّ كثير منهم لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق, وَوَدَّتْ طائفة منهم لو يُضِلونكم, وما يُضِلون إلا أنفسهم وما يشعرون, وقد حَذَّركم ربكم من أنكم إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين, وأنهم يشترون الضلالة, ويريدون أن تضلوا السبيل.
ثامناً:إنهم بعد ذلك أعداء للخليقة كلِّها, فقد وصفهم ربهم بأنهم شَرُّ الدواب عند الله, والحل الأمثل فيهم أن تشرد بهم مَنْ خلفهم؛ بأن تُنْزِلَهم من صياصيهم, أو تخرجهم من حصونهم, أو تأخذهم من القرى المحصَّنة, ومن وراء الجُدُر, فريقاً تقتلون, وتأسرون فريقاً, وما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض, وإذا لقيتموهم فَضَرْبَ الرقاب, حتى إذا أثخنتموهم فَشُدُّوا الوثاق؛ حتى تضع الحرب أوزارها, ويتحقق السلام في الأرض بكسر شوكة اليهود والمنافقين والمشركين.
إن الحديث عن فساد اليهود في القرآن لا يتسع له هذا المقال, فقد كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه, وترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا, ولا تزال تَطَّلِعُ على خائنةٍ منهم إلا قليلاً منهم, فإن منهم مَنْ إنْ تأمنه بدينارٍ لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائماً, وهم الذين ينقضون عهدهم في كلِّ مرة وهم لا يتقون, وكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم, إلى غير ذلك مما يُسَوِّد المجلداتِ لو أردنا استقصاءه.
فإذا الْتفتنا إلى المعاصرين منهم زعماء الإفساد الثاني والعلو الكبير اليوم؛ وجدناهم قد صَدَّقَ عليهم إبليس ظنه فاتبعوه, إذْ أقسم بعزة الله ليغوينهم أجمعين, ولا تجد أكثرهم شاكرين, وكانوا إخوان الشياطين الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً, وقد استمتع بعضهم ببعض, وستكون النار مثواهم خالدين فيها, إلا ما شاء الله.
إن معظم الجرائم العالمية من ورائها يهود, فقد أرادوا السيطرة على العالم, فأفسدوا عقائدهم وفكرهم باليسارية والإلحاد حيناً, أو باليمينية والرأسمالية حيناً آخر, وأرخصوا أعراضهم ونساءهم, فأفسدوا الأخلاق, وبذلوا أموالهم فاشتروا الذمم, وجَنَّدوا الجواسيس والخدم, وإن نموذج الحكم الذاتي المحدود لزبائن أوسلو, والتعاون الأمني المقيت معهم, دليل حيٌّ صارخ على مستنقع الفساد في البلاد, لا سيما هذه الأرض التي بارك الله فيها للعالمين, ولن يطول زمان حتى تكرههم المقاومة على أن يُعْطُوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون.
ولكن أكثر الناس لا يعلمون
:__--__: :جزاك:
تعاليق
الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 11:07 am
مشكووووووووووووووور اسير على المعلومات المفيدة
الأربعاء ديسمبر 16, 2009 12:26 pm
مشكور اخي اسير
الأربعاء ديسمبر 16, 2009 12:26 pm
مشكور اخي اسير
الخميس ديسمبر 17, 2009 12:27 am
مشكور اخي اسير
الأحد ديسمبر 20, 2009 4:47 am
على المواضيع المفيدة
الأحد ديسمبر 20, 2009 5:06 am
مشكــــور ياااا ريـــس
على الموضوع المميـــــز
انجــــــل
على الموضوع المميـــــز
انجــــــل
الأحد ديسمبر 20, 2009 6:01 am
مشكورين يا شباب ويا بنات على مروركم لموضوعي
الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 8:33 am
مشكور اخوي اسير الحب تقبل مروري
الجمعة يونيو 29, 2012 1:39 pm
جزاك الله خير
الأربعاء يوليو 04, 2012 4:28 pm
شكرا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
:كود: