14112012
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد....
فقد ..صنف مؤلف كتاب الحقائق في محاسن الأخلاق للفيض الكاشاني .. الصوم إلى ثلاثة أصناف ..
صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص ..
اما صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة .
واما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وساير الجوارح عن الآثام ..
وقد أورد بعض الأحاديث التوضيحية لهذا التعريف جاء فيها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلام اذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك ... , وقال لا يكون يوم صومك كيوم فطرك , وزاد في خبر آخر : ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك وقار الصيام فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمع امرأة تسب جاريتها وهي صائمة فدعا لها بطعام فقال لها : كلي فقالت : إني صائمة فقال : كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك إن الصوم ليس من الطعام والشراب فقط .
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما الصوم جنة من النار فاذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل , وان امرؤ قاتله او شاتمه فليقل اني صائم اني صائم .
وغيرها من الروايات الشريفة ..
اما الصنف الأخير وهو صيام خصوص الخصوص فيقول عنه :
اما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عن ما سوى الله بالكلية ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله واليوم الآخر وبالفكر في الدنيا إلا دنيا تراد للدين فان ذلك زاد الآخرة وليس من الدنيا .
قال أرباب القلوب : من تحركت همته بالتصرف في نهاره لتدبير ما يفطر عليه كتبت عليه خطيئة فان ذلك من قلة الوثوق بفضل الله وقلة اليقين برزقه الموعود وهذه رتبة الأنبياء والصديقين والمقربين .
وفي مقابلها من يستكثر من الحلال وقت الإفطار أي الطعام بحيث يمتلىء.. فورد عنه : ما من وعاء أبغض الى الله من بطن ملىء من حلال ..
ومن ثم يبين المؤلف رحمه الله أن الغاية من الصوم هي كسرالهوى لتقوية النفس على التقوى .. وان الإكثار من الطعام وقت الإفطار يخالف هذا التوجه ..
لأنه قد يأكل بعض الناس في افطاره ما لا يأكله عادة في نهاره وليله كله ..!! فكأنما قوى الشهوة بدل إضعافها ..
ويقول :
روح الصوم وسره تضعيف القوى التي هي وسائل الشيطان في القود إلى الشرور ..
ويقول أيضا :
وليلة القدر عبارة عن الليلة التي ينكشف فيها شيء من الملكوت ومن جعل بين قلبه وبين صدره مخلاة من الطعام فهو عنه محجوب ومن أخلى معدته فلا يكفيه ذلك لرفع الحجب حتى يخلو همته عن غير الله تعالى وذلك هو الأمر كله ومبدء ذلك تقليل الطعام . (( ومخلاة الطعام هي القدر)).
ولكي يكون صيامك تاماً فلا بد من اكتمال عدة شروط له ..
اولها غض البصر.. عن كل ما حرم الله ابتداءاً من الشارع وانتهائاً بما يبث في ذلك الجهاز الخبيث التلفزيون الذي انشط ما يكون في رمضان ويبث سمومه بكل طريقة .. فيا اخوتي الاحباء لا توبقوا صيامكم بمشاهدة تلك القنوات والتي هي محرمة في غبر رمضان فما بالك بها في رمضان ..
وثانيها حفظ السمع.. عن كل محرم واعلم ان الله قد قرن الاستماع الى الحرام باكل السحت فقال سبحانه (( سماعون للكذب أكَالون للسحت ))
ثالثها حفظ اللسان .. وما ادراك ما اللسان .. حفظة عن كل ما يسوء من قول الزور والنميمية والكذب وقبل ذلك كله حفظه من آفة العصر والتي لا يخلو منها اي مجلس .. الا وهي (( الغيبــــة )) فأنها تفتك بالحسنات فتكاً مستخدمةفي ذلك اللسان ..
رابعها حفظ القلب بالقرآن .. فأن قراءة القرآن تحفظ القلب قبل الجوارح وتروض النفس وتزكيها وتطهرها وتقوم السلوك العام لدى الفرد ..(( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ))..
خامسها الانفاق.. فأن الانفاق محمود في أي وقت فما بالك به في شهر الخير وجني الحسنات .. اتقو النار ولو بشق تمرة .. ومن فطر صائم كان له مثل أجره ..
واخيراً اي الاخوة فأن من الناس من ليس له من صيامه الا الجوع والعطش ومن ليس له من قيامه الا الجهد والتعب .. نعوذ بالله ان نكون منهم ..
فلا تذهب نهارك بليلك وتقول ان الصوم بالنهار فأن صومك لا ينتهي بغياب الشمس وما دمتم بهذا الشهر فأنك صائم بالنهار او بالليل فليس الصوم عن الطعام والشراب كما سلف ذكره ..
نسأل الله ان يرزقنا واياكم خير ليلة القدر كله وان يجعلنا من عتقائه من النار وان يطهر نفوسنا من الرياء والكبر والعجب ويطهر السنتنا من الغيبة وقول الكذب وان يحفظ اسماعنا وابصارنا عن كل ما حرم.. آنه ولي ذلك والقادر عليه ..
ويا ليتنا نحظى بلحظة نكون فيها صائمين بالمعنى الحقيقي والأكمل للصيام ..
غفر الله لي ولكم ....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد....
فقد ..صنف مؤلف كتاب الحقائق في محاسن الأخلاق للفيض الكاشاني .. الصوم إلى ثلاثة أصناف ..
صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص ..
اما صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة .
واما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وساير الجوارح عن الآثام ..
وقد أورد بعض الأحاديث التوضيحية لهذا التعريف جاء فيها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلام اذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك ... , وقال لا يكون يوم صومك كيوم فطرك , وزاد في خبر آخر : ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك وقار الصيام فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمع امرأة تسب جاريتها وهي صائمة فدعا لها بطعام فقال لها : كلي فقالت : إني صائمة فقال : كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك إن الصوم ليس من الطعام والشراب فقط .
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما الصوم جنة من النار فاذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل , وان امرؤ قاتله او شاتمه فليقل اني صائم اني صائم .
وغيرها من الروايات الشريفة ..
اما الصنف الأخير وهو صيام خصوص الخصوص فيقول عنه :
اما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عن ما سوى الله بالكلية ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله واليوم الآخر وبالفكر في الدنيا إلا دنيا تراد للدين فان ذلك زاد الآخرة وليس من الدنيا .
قال أرباب القلوب : من تحركت همته بالتصرف في نهاره لتدبير ما يفطر عليه كتبت عليه خطيئة فان ذلك من قلة الوثوق بفضل الله وقلة اليقين برزقه الموعود وهذه رتبة الأنبياء والصديقين والمقربين .
وفي مقابلها من يستكثر من الحلال وقت الإفطار أي الطعام بحيث يمتلىء.. فورد عنه : ما من وعاء أبغض الى الله من بطن ملىء من حلال ..
ومن ثم يبين المؤلف رحمه الله أن الغاية من الصوم هي كسرالهوى لتقوية النفس على التقوى .. وان الإكثار من الطعام وقت الإفطار يخالف هذا التوجه ..
لأنه قد يأكل بعض الناس في افطاره ما لا يأكله عادة في نهاره وليله كله ..!! فكأنما قوى الشهوة بدل إضعافها ..
ويقول :
روح الصوم وسره تضعيف القوى التي هي وسائل الشيطان في القود إلى الشرور ..
ويقول أيضا :
وليلة القدر عبارة عن الليلة التي ينكشف فيها شيء من الملكوت ومن جعل بين قلبه وبين صدره مخلاة من الطعام فهو عنه محجوب ومن أخلى معدته فلا يكفيه ذلك لرفع الحجب حتى يخلو همته عن غير الله تعالى وذلك هو الأمر كله ومبدء ذلك تقليل الطعام . (( ومخلاة الطعام هي القدر)).
ولكي يكون صيامك تاماً فلا بد من اكتمال عدة شروط له ..
اولها غض البصر.. عن كل ما حرم الله ابتداءاً من الشارع وانتهائاً بما يبث في ذلك الجهاز الخبيث التلفزيون الذي انشط ما يكون في رمضان ويبث سمومه بكل طريقة .. فيا اخوتي الاحباء لا توبقوا صيامكم بمشاهدة تلك القنوات والتي هي محرمة في غبر رمضان فما بالك بها في رمضان ..
وثانيها حفظ السمع.. عن كل محرم واعلم ان الله قد قرن الاستماع الى الحرام باكل السحت فقال سبحانه (( سماعون للكذب أكَالون للسحت ))
ثالثها حفظ اللسان .. وما ادراك ما اللسان .. حفظة عن كل ما يسوء من قول الزور والنميمية والكذب وقبل ذلك كله حفظه من آفة العصر والتي لا يخلو منها اي مجلس .. الا وهي (( الغيبــــة )) فأنها تفتك بالحسنات فتكاً مستخدمةفي ذلك اللسان ..
رابعها حفظ القلب بالقرآن .. فأن قراءة القرآن تحفظ القلب قبل الجوارح وتروض النفس وتزكيها وتطهرها وتقوم السلوك العام لدى الفرد ..(( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ))..
خامسها الانفاق.. فأن الانفاق محمود في أي وقت فما بالك به في شهر الخير وجني الحسنات .. اتقو النار ولو بشق تمرة .. ومن فطر صائم كان له مثل أجره ..
واخيراً اي الاخوة فأن من الناس من ليس له من صيامه الا الجوع والعطش ومن ليس له من قيامه الا الجهد والتعب .. نعوذ بالله ان نكون منهم ..
فلا تذهب نهارك بليلك وتقول ان الصوم بالنهار فأن صومك لا ينتهي بغياب الشمس وما دمتم بهذا الشهر فأنك صائم بالنهار او بالليل فليس الصوم عن الطعام والشراب كما سلف ذكره ..
نسأل الله ان يرزقنا واياكم خير ليلة القدر كله وان يجعلنا من عتقائه من النار وان يطهر نفوسنا من الرياء والكبر والعجب ويطهر السنتنا من الغيبة وقول الكذب وان يحفظ اسماعنا وابصارنا عن كل ما حرم.. آنه ولي ذلك والقادر عليه ..
ويا ليتنا نحظى بلحظة نكون فيها صائمين بالمعنى الحقيقي والأكمل للصيام ..
غفر الله لي ولكم ....
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
على موضوعك المميز
و يستحق التقيم
و بانتظار جديدك
و تقبل مروري المتواضع