10112012
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أوقات الجميع بكل خير
لا زلت أذكر تلك الليلة يوم أن تَفَرّق الأصدقاء
لا لشيء سوى أنَّ هذا حال الدنيا ؛ فبعد الشهادة الثانوية
يَشُقّ كل ٌ طريقَهُ في هذه الدنيا إما إستزادة ً لعلم أو للكَسب
و الوظيفة مُنشغِلا ً بنفسه و أسرته و أموره الحياتية .
ليلتها كَتَبَ صديقي عبدالله عسيري رسالة ( وداعية )
خاصّة لكل فرد ٍ منّا .
كَتَب خمس رسائل موجهة لي أنا ، و لمبارك ، سعيد ، حسن ، و فيصل .
لم تَكُن كلمات رسالته الموجهة إليَّ شخصيا ًلتغيب عن بالي طِوال
تلك السنين كانت كلّها ذكريات رائعة و جميلة .
توادعنا و الدموع تملأ المحاجر و تفيض منها .
جميلٌ أن يكونَ لك مثلُ هؤلاء ِالأصدقاء بقلوبهم الصادقة و النّقيّة
هكذا كنت ُ أُحدِثُ نفسي دوما ً .
بعدها بفترة طويلة قابلت مبارك ــ و هو بالمناسبة ابن عمتي
و أقربُ الناس لقلبي ــ و تجاذبنا أطراف الحديث و مررنا على
أطلال الذكريات ثم قال لي و هو يقلّب في أوراق قديمة أمامه
و قد أمسك بورقة من بينها :
تعرف وش في هالورقة .؟!
قلت : لا ، وش فيها .؟!
قال : رسالة وداع من عبدالله عسيري أيام الثنوية .
فقلت له : عبدالله عسيري ؟؟ الله عليك لسى فاكر .. !!
خلني أوريك الرسالة يا هو إنسان رائع هالعبدالله .!! قالها مبارك
و هو يزفر الأنفاس بحسرة مُتَوَجِّدا ً على تلك الأيام الحلوة .
قرأتُها معه و عَجِبت من روعة العبارة و شِدّة المَحبَّة
التي تجمعهما في الله و حّدَّثتني نفسي ( و الله هذي الرسالة
ــ موبــ رسالته لي ــ بلغتها القوية و مدى قُوّة العلاقة الأخوية
خصوصا ً بين الإثنين )
لم يكُن عبدالله ليُفرّق في تعامله معنا في العَلَن فقد كان حالُنا كأصدقاء
كما قالت تلك المرأة الأنمارية حين سُئِلت أيّ أولادك الأفضل ؟
قالت :
الربيع.. لا بل عُمارة.. لا بل فُلان .!!، ثمّ قالت : ثكلتهم إن كنت أعلمُ
أيهم أفضل ، هم كالحلقةِ المُفرَغَةِ لا يُدرى أين طرفاها .!!
تلك الرسالة كَشَفَت لي أمرا ً كنت ُ أجهله حينها كإجابة على ما اعتبرته تمييز .!؟
و أثارت داخلي تساؤلات عِدّة ..!!
لا أُخُفيكم أنني في لحظة غِياب للعقل وقتها حَسدتُهُ ــ أي مبارك ــ
رَغم حُبّي العظيم له و حَنِقت ُ بعضَ الشيء على صديقي عبدالله لظنّي أنّنا كُّلُنا
شيء ٌ واحد ٌ و لا فَرق بيننا و قلت في نفسي لماذا يخصُّه بكل هذه المَحبّة
التي لا تُوازيها محبته لبقيّة الأصدقاء .؟! ، و نسيت في لحظة استغراب
أنّ الأرواح جنودٌ مجنّدة و المَحبَّة من الله و ليست بيد المخلوق .
تلك الرسالة كَشَفَت أنه ليس بيدنا أن نُحبّ من نّشاء كيفما نَشَاء.
و إن أحببنا أحدا ً فلن نُحِبَّ الآخر بنفس الكيفية أو المقدار ( مسألة نسبية )
و أنّ منازل الأحبة في القـَلب ليست بنفس الدرجة من القـُـرب .
تمنيت حينها أنني لم أطّلع على فحوى تِلك الرِّسالة و مضمونها
لكن رُبّ ضارّة ٍ نافعة فقد تعلّمت منها حِكمةً و فائدةً لم أكُن لأعرفها
لو لم أُجالِس مبارك ليُريَني إياها بشكل ٍ غير مقصود .
و ها هي السنين تدور ، و تتوالى تلك الرسائل بعضها في العَلَن
و البعض الآخر في الخَفَاء ؛ لتَعلِمنا أنَّ البَشَرَ ليسوا سَوَاء
و أنَّ من أحببت أو أبغضت ليس لك في هذا الأمر حِيلَة
؛ فوطِّن نفسك على أن تُنِزل النَّاسَ من قلبك منازلهم منه ، و أحببهم بالقَدر
الذي يُقابلونك به من المحبة إن قَدِرت على ذلك .
نعم هناك منزلة ليست لأيّ أحد ، إنَّما هي للأَخِلاّء ، و هم نادرون في هذا الزمان
يُحبونك لذاتك ، و ُيؤثرونك حتى على أنفسهم .
يُضَحُّون من أجلك بالغالي و النَّفيس، و أما ما سِواهم من رِفاق المصلحة
فلا نُعيرهم أي إهتمام ، و لا تذهب أُنفُسنا عليهم حَسَرات .
أسعد الله أوقات الجميع بكل خير
لا زلت أذكر تلك الليلة يوم أن تَفَرّق الأصدقاء
لا لشيء سوى أنَّ هذا حال الدنيا ؛ فبعد الشهادة الثانوية
يَشُقّ كل ٌ طريقَهُ في هذه الدنيا إما إستزادة ً لعلم أو للكَسب
و الوظيفة مُنشغِلا ً بنفسه و أسرته و أموره الحياتية .
ليلتها كَتَبَ صديقي عبدالله عسيري رسالة ( وداعية )
خاصّة لكل فرد ٍ منّا .
كَتَب خمس رسائل موجهة لي أنا ، و لمبارك ، سعيد ، حسن ، و فيصل .
لم تَكُن كلمات رسالته الموجهة إليَّ شخصيا ًلتغيب عن بالي طِوال
تلك السنين كانت كلّها ذكريات رائعة و جميلة .
توادعنا و الدموع تملأ المحاجر و تفيض منها .
جميلٌ أن يكونَ لك مثلُ هؤلاء ِالأصدقاء بقلوبهم الصادقة و النّقيّة
هكذا كنت ُ أُحدِثُ نفسي دوما ً .
بعدها بفترة طويلة قابلت مبارك ــ و هو بالمناسبة ابن عمتي
و أقربُ الناس لقلبي ــ و تجاذبنا أطراف الحديث و مررنا على
أطلال الذكريات ثم قال لي و هو يقلّب في أوراق قديمة أمامه
و قد أمسك بورقة من بينها :
تعرف وش في هالورقة .؟!
قلت : لا ، وش فيها .؟!
قال : رسالة وداع من عبدالله عسيري أيام الثنوية .
فقلت له : عبدالله عسيري ؟؟ الله عليك لسى فاكر .. !!
خلني أوريك الرسالة يا هو إنسان رائع هالعبدالله .!! قالها مبارك
و هو يزفر الأنفاس بحسرة مُتَوَجِّدا ً على تلك الأيام الحلوة .
قرأتُها معه و عَجِبت من روعة العبارة و شِدّة المَحبَّة
التي تجمعهما في الله و حّدَّثتني نفسي ( و الله هذي الرسالة
ــ موبــ رسالته لي ــ بلغتها القوية و مدى قُوّة العلاقة الأخوية
خصوصا ً بين الإثنين )
لم يكُن عبدالله ليُفرّق في تعامله معنا في العَلَن فقد كان حالُنا كأصدقاء
كما قالت تلك المرأة الأنمارية حين سُئِلت أيّ أولادك الأفضل ؟
قالت :
الربيع.. لا بل عُمارة.. لا بل فُلان .!!، ثمّ قالت : ثكلتهم إن كنت أعلمُ
أيهم أفضل ، هم كالحلقةِ المُفرَغَةِ لا يُدرى أين طرفاها .!!
تلك الرسالة كَشَفَت لي أمرا ً كنت ُ أجهله حينها كإجابة على ما اعتبرته تمييز .!؟
و أثارت داخلي تساؤلات عِدّة ..!!
لا أُخُفيكم أنني في لحظة غِياب للعقل وقتها حَسدتُهُ ــ أي مبارك ــ
رَغم حُبّي العظيم له و حَنِقت ُ بعضَ الشيء على صديقي عبدالله لظنّي أنّنا كُّلُنا
شيء ٌ واحد ٌ و لا فَرق بيننا و قلت في نفسي لماذا يخصُّه بكل هذه المَحبّة
التي لا تُوازيها محبته لبقيّة الأصدقاء .؟! ، و نسيت في لحظة استغراب
أنّ الأرواح جنودٌ مجنّدة و المَحبَّة من الله و ليست بيد المخلوق .
تلك الرسالة كَشَفَت أنه ليس بيدنا أن نُحبّ من نّشاء كيفما نَشَاء.
و إن أحببنا أحدا ً فلن نُحِبَّ الآخر بنفس الكيفية أو المقدار ( مسألة نسبية )
و أنّ منازل الأحبة في القـَلب ليست بنفس الدرجة من القـُـرب .
تمنيت حينها أنني لم أطّلع على فحوى تِلك الرِّسالة و مضمونها
لكن رُبّ ضارّة ٍ نافعة فقد تعلّمت منها حِكمةً و فائدةً لم أكُن لأعرفها
لو لم أُجالِس مبارك ليُريَني إياها بشكل ٍ غير مقصود .
و ها هي السنين تدور ، و تتوالى تلك الرسائل بعضها في العَلَن
و البعض الآخر في الخَفَاء ؛ لتَعلِمنا أنَّ البَشَرَ ليسوا سَوَاء
و أنَّ من أحببت أو أبغضت ليس لك في هذا الأمر حِيلَة
؛ فوطِّن نفسك على أن تُنِزل النَّاسَ من قلبك منازلهم منه ، و أحببهم بالقَدر
الذي يُقابلونك به من المحبة إن قَدِرت على ذلك .
نعم هناك منزلة ليست لأيّ أحد ، إنَّما هي للأَخِلاّء ، و هم نادرون في هذا الزمان
يُحبونك لذاتك ، و ُيؤثرونك حتى على أنفسهم .
يُضَحُّون من أجلك بالغالي و النَّفيس، و أما ما سِواهم من رِفاق المصلحة
فلا نُعيرهم أي إهتمام ، و لا تذهب أُنفُسنا عليهم حَسَرات .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سلمت أناملك و بانتظار جديدك
و تقبل مروري