قصة عبدالله العساف

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله القائل{ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا }
والصلاة والسلام على خير عباد الله كلهم محمد بن عبدالله القائل( الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما قبل...
مشكلتنا اننا لانعرف قيمة انفسنا... ولا قيمة غيرنا الا بعد فوات الاوان..
وهي ايضا مشكلة كل مبدع..حيث لاتذكر محاسنه او لايلتفت لابداعاته الا بعد ان يكون في ذمة الله..
عبدالله صالح عبدالله العساف
وانا هنا لن اتحدث عنه كقريب
ولن اتحدث عنه كجار
ولن اتحدث عنه كصديق للكل
ولن اتحدث عن بكاء الالف في المسجد نعم الالف
ولن اتحدث عن تلك المناظر التي رأيتها في مقبرة الشهداء
ولن اتحدث عن حديث زملائه بالعمل عنه
ولكن ساتحدث اولا عن عبدالله البطل فقط لاغير...
في احد الايام شب حريق في احد المنازل في حفر الباطن وكان كل من في البيت قد خرجوا الى الخارج
ولكن لازالت النار تلتهم المنزل
وكان فريق الدفاع المدني يحاول اخماد الحريق وهي لاتزال تكبر
فقفز عبدالله للداخل وحاول رجال الدفاع المدني منعه وقالو له : ان المنزل فارغ فلا تدخل
فلم يلتفت لتحذيرهم ودخل المنزل المشتعل وفتش كل الغرف المتاحة فلما لم يجد احد بالمنزل
خرج ويديه محترقتان
موقف بسيط جدا لكنه يعني الكثير شجاع في سبيل انقاذ الاخرين
مدينة جده.. وما ادراكم ماجده
كان عبدالله العساف من اول المتطوعين الذين لبو النداء
فذهب لانقاذ اخوانه بجده مع من ذهبو
ويتحدث عن الزملاء في العمل انه واجه الشهادة هناك اكثر من مره وانه كلما كان الموقف عصيبا هناك
ازداد شجاعة واقداما...
لله دره.. ودر من رباه
يوم الجمعة 26/3/1431هـ
تم الابلاغ عن وجود وفد في احد البيارات للتنظيف وان هذا الوافد سقط على وجهه مغشيا عليه
فانطلق فرقة الدفاع المدني للمقع برفقه البطل عبدالله العساف
كان الوضع كالتالي:
بيارة بفوهة صغيره
وافد بالداخل ملقى على وجهه يصارع الموت
مجموعة من رجال الدفاع المدني بالخارج لا حيلة لهم لانه الاجهزة (الحبال والاوكسجين لم تصل بعد)
فقال البطل بانزل للعامل
قال الضابط لا انتظر حتى تصل الاجهزة
قال عبدالله والله لانزل
قال الضابط لا ماراح تنزل
نزل البطل...نزل الاسد لانقاذ شخص لايعرف عنه اي شيء الا انه انسان
نزل البطل لانقاذ مسلم
بدون اي اجهزة املا بانقاذ نفس { وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا }
وتم النداء عبر اجهزة الدفاع المدني بان الفرد عبدالله العساف عصى امر الضابط ويستعد للنزول
حاول الكل منعه ...لكنه.....................
نزل البطل بدون اي جهاز او لبس خاص او قناع او اوكسجين
نزل رجل من عالم اخر وليس من عالم الجبن او الخوف
نزل ووجد الوافد ملقيا على وجهه يصارع الموت
فتله من ظهره
ورفع راسه
واسنده على الجدار
وبدأ الوافد يلتقط الانفاس
والاخر....
من هو الاخر...
من هو هذا الاخر
انه البطل
وبدأ الاخر يفقد الانفاس...
شاب صغير 21 عام
في بياره مترين في اربعه
مليئة بالسموم
لابد انه سيفقد الانفاس ..
لان البقاء في مكان كهذا لاكثر من خمس دقائق قاتل وهو (تخسئ الضمائر ان تصفه)فاقول لاكثر من خمس دقائق والبطل عبدالله يعلم هذا جيدا
بدأ البطل عبدالله يفقد الانفاس..
ولكنه لازال يمسك بالوافد ليجلسه الجلسة الصحية..
ولازال البطل ينقذ وانفاسه تتصارع مع البقاء
جلس الوافد...
وترجل البطل مكانه
انقذه ليسقط مكان
صمت
اجل صمت
وصمتت الجدران
وصمت كل من بالاعلى
صمتت الثواني الكئيبة
جلجله في كل اجهزة المنطقة
بطل الدفاع المدني على وجهة فاسرعوا لانقاذه
ثانية
اخرى
دقيقة
اخرى
عشر دقائق
والمنظر...لازال
وافد يجلس بهدوء يتنفس
بطل شجاع شهم على وجهه بلا حراك
وصمت الكون كله
حضر احد زملائه باجهزته وعتاده واخرج الوافد اولا....
الله اكبر
الله اكبر
الله اكبر
رجل يتنفس
وبطل .....
ويخرج الوافد اولا
ياله من تضحية لا ارادية
كيف اختار الله ان يٌخرج اولا الوافد
ليستمر مسلسل شجاعة عبدالله
ثم اخرج البطل...
بعد ان فرح بانقاذ وحياة انسان{ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا }
شهيد
وقال الحبيب في معناه شهداء امتي كثير واسأل الله ان يكون منهم
وقف كل شيء
وسأقفز انا ايضا الى مكان اخر لعلي استطيع ان اجد الوصف المناسب هناك بعد فشلي بالوصف المناسب هنا
امس السبت 27/3/1431هـ
توجهت الى جامع الشيخ الثنيان ووجدت الاف المشيعين
اقسم بعزة الله وجلالة انهم الاف وليس الف واحد
قال الامام ..الجنازة لرجل...
واقسم ان الكثيرين تمتموا بل لبطل وشهيد
وتعالت الاصوات الله اكبر
نسمع تكبيرة ببكاء
وتكبيرة بنشيج
واخرى بازيز
واخرى لم تخرج
الامام: الله اكبر
يكبر الالف..بصوت شجي خالطه البكاء
اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم
الامام: الله اكبر
تكبيرات ودعاء
وبكاء
ورجال تهتز اثناء الدعاء
دعاء ندي رطب بالحاح الى الله
دعاء بتوسل
دعاء ببكاء
الامام: الله اكبر
المشيعون : الله اكبر ب
الامام: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه
المصلون بعد السلام..ينطلقون رغبة بان يحضون بشرف لمس النعش
ولكن هيهات فالاعداد الاف
ومحيط النعش لايسمح الا لعشره فقط
سيارات وطوابير تنطلق في شوارع حفر الباطن
خلف جثمان طاهر ندي
كلهم يدعون له بان يجمعهم به الله في عليين
صبرا ابا عبدالله
صبرا ام عبدالله
فعلى مثل هذا يبكي الباكون
يالله ماسرع الوصل الى المقبرة...
دخلنا المقبرة
وجدنا جمع غفير قبلنا
فقلنا لعل جنازة اخرى حضرت من الراجحي وهم سبقون في الدفن..
ولكن
كان الكل قد حضر لاجل البطل فقط
اذا لاجنازة غيره هناك
رجلوه من السيارة
ونزل منها ايضا والده
واعمامه
تسابق الكل على حمل هذا الجسد
انزلوه ارضا
تقدم احد الناس وطبع قبله على راس البطل
تقدم جمع غفير لم يصلوا عليه من قبل وصلو
تهافت الكل مره اخرى على حمل النعش
وانتقل الى منزل جد الفقيد
الله كبر
الله اكبر
اتصال من محمد بن نايف للعزاء
واتصال اخر من اللواء
وووو
لماذا حضروا
لانه بطل...
عبدالله العساف
قصة بطل لن ينساها الشرفاء
اثق بذلك...
اللهم اربط على قلب امه
الله اربط على قلبه
الله الهمها الصبر والسلوان
واجمعها به في جنة الخلد
الله اربط على قلب ابي عبدالله
واجمعهم معه في الفردوس الاعلى
عفوا لن اراجع الاخطاء الاملائية...
ولا النحوية
لانها تتشرف بوجودها بين جنبات وصف بطل
ادام الله اسرة الفقيد بصحة وخير وعافية
ورحم الله بطل الدفاع المدني: عبدالله بن صالح بن حمد العساف رحمة واسعة
الوقت الان
الثانية والنصف ظهرا
ولازال منزل اهل الفقيد يعج بالمعزين
:: قصة الشهيد عبدالله العساف وانطلاق حمله مليون رسالة شكر ::
منهم من يعرف البطل
ومنهم من لايعرف البطل
من الذي اتى بهم..؟
انهم سمعوا عنه
فاتوا يهنئون اهل البطل وذويه
انتقل الى موقع اخر
وانقذ البطل روحا
وانقذ البطل انسان
واستشهد هو
ما اروع الموت في سبيل حياة اخرين
هكذا كان يقول البطل
نعم
كانت الشعارات تملأ كل مكان
شعارات تافهه يقولها الناس ولا يفعلون محتواه
:: قصة الشهيد عبدالله العساف وانطلاق حمله مليون رسالة شكر ::
لكن البطل قال وفعل
قال ما اروع ان اموت ويحيا اخر
بل انه مات شهيدا ليشفع لوالديه وسبعين من اهله
واحيا الناس جميعا كما قال تعالى
اسأل الله يجعل للفقيد نصيبا من عمل هذا الوافد الصالح
واسأل الله ان يكون هذا الفقيد كالصدقة الجارية لعبدالله
مواقف خاصة جدا من حياة البطل
في الشهر الاخير كان الشهيد ملاصقا لامه بشكل لايوصف
حتى ان ام الشهيد استغربت من ذلك وقالت كما نقل لي
(عبدالله وش فيك؟
كثير تجلس معي وتسولف معي وتطلع معي
قال يمه احبك
هو عيب ان الواحد يحب امه؟)
اعتذر من اهل الفقد فيما ساكتب الان
قبل وفاته بيوم واحد اي يوم الخميس
كانت ام الفقيد عند احد القريبات تزورها
واثناء ذلك يتصل بها الشهيد
الو يمه وينك
الام: انا عند ام فلانه وفلانه
قال البطل: يمه اطلع بتمشى معك
الام: ياوليدي انا عند الحريم
ويصر البطل على اخذها بسيارته ويتمشى معها لاكثر من ساعة
كما تصف الام لاحد القريبات بانه كان مختلفا وكان ودودا وكان يقود السيارة وهو ينظر الي مبتسما
ونزلنا للبيت كما تقول الام
وجلس الى جواري
كانما هو يعلم ونحن لانعلم
موقف اخر
يأخذ البطل احد مناشف الام
فتضحك الام وتقول عبدالله خذ منشفتك
البطل: لا يمه ابي ريحتك ابي اشم ريحتك
يالله
تتلعثم هنا الكلمات
وتنشل المعاني عن وصف ملامحه
المقدم احمد الغيث:لم التقى في حياة كلها برجل كهذا
قلبا صافيا وشجاعة لاتوصف
النقيب متعب المريخي:
ان كل اعضاء الادارة يقصد العمل يتفقون على حب عبدالله
اللهم تقبله عندك من الشهداء
واسكنه فسيح جناته
واجمعه باهله في الفردوس الاعلى
وهذه القصيده على لسان والد الشهيد وهو يخاطب ابنه الصغير نواف
كلمات عبدالله الفريح

نـواف لاتـشـره عـلـى عــيـنـي الـيــوم

مـن حـر مــابـالـقـلـب يـوم انـتـثـر مـاه

مـن عـقـب عـبـدالـلـه فـلانـي بـمـلـيوم

لــوانـثــر الـعـبـرات مــن هـــم فــرقــاه

اخـوك راح وراح عـن عـيـنــي الـنـوم

الـعــمــر مــن دونــه بـلاشــك عـفـنــاه

ابـكي عـلى الـلـي عـنـه صـرت مـحــروم

عـن شـوفـتـه محـروم يـوم الـقـضـاجـاه

سـالـي مـع الـعـالـم وأنـا صـدري هـمـوم

يـنـسـانـي رب الـكـون لـو قـلـت ابـنسـاه

فـرقـا الـضـنـا حـط فـي جـوفـي سـهـوم

وعـلـيــه قـلـبـي قــايــد الــنــار تــصــلاه

جـمـار قــلـبـي عـفـبـه الـــهـــم بـي دوم

بـدنـيـا الـشـقـا وشـي حــيـاتــي بــلــيــاه

يـاطـيـب قـلـبـه والـشـجـاعـه لـه سـلـوم

لـجـل حـيـاة الـغـيـر ضـحــى بـــدنـيـــاه

أدري انـامـقـدر ومـاصـار مـــقــســـوم

لاشـك جـرح الـقـلـب مـاغــيــره دواه

يـالـلـه أنـا طـالـبـك والـقـلـب مـكـلـــوم

يـالـواحـد الـلـي خـاب مـن لاتـــرجـــاه

سـائـلـك يـاعـالـي عـلـى الـنـاس قـيـوم

يـوم الـحـشـر تـجـعـل كـتـابـه بـيـمـناه

يـالـلـه يـالــي مـالـنـا غـيـرك الــيـــوم

فـي جـنـة الـفـردوس يـارب تـــجــــزاه

والسلام ختام...

قصة عبدالله العساف

قصة عبدالله العساف

تعاليق