منتديات ماي اصحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

hicham95
hicham95
عضو متألق
عضو متألق
الجنس : ذكر مشاركات : 554
http://www.twitte.comhttps://www.facebook.com/samhameed167
27102012


ذهبت مع الحرية
اليوم وأنا أقف قرب نافذتي أراقب شروق الشمس الدافئ الساحر, أتذكر منذ ثلاث سنوات حادثة جرت معي وفي يدي كأس المتة, مع أني لا أحبها كثيراً, لكن من ذلك اليوم وأنا أحبها, أحبها جداً لأنها كانت ذكرى وطعم حريتي, والتي تحولت لاحقاً إلى ذكرى وطعم الإيمان والسعادة في قلبي, ولن أطيل عليكم وسأسرد لكم باختصار وسأعيش معكم من جديد أحداث هذه التجربة التي عشتها وسأبقى أعيدها وأعيدها لأنها كانت أغلى ذكرى في حياتي, والتي قادتني إلى طريق حياتي, وجعلتني أعرف ماذا أريد, وكيف أحصل عليه, وعلمتني أشياء كثيرة عن الحياة الحقيقية, والتي كانت غائبة عن خيالي ومشاعري, وأن كل شيء في الحياة قسمة ونصيب وترتيب الله عز وجل, مهما حاولنا تغيرها أو جعلها كما نريد, وذلك في السنة الأخيرة من جامعتي أي سنة التخرج, وبالصدفة قابلت زميل لي لم أراه منذ فترة, وهو كان قد حدثني وقتها بأمر الخطبة, ثم بعد ذلك شاءت الظروف أن يبتعد قليلاً ولم أعد أراه لانشغاله بعمله, واليوم كان معي يقدم مادته الأخيرة, مادة التخرج مثلي وقد تقابلنا من جديد, فأعاد فتح الموضوع معي مرة أخرى, قال أنه كان ينتظر الفرصة المناسبة ليفاتحني بالأمر بشكل جدي, وكان ينتظر حتى يتخرج ويجد عمل أفضل من السابق, وكما أنه كان خائف أن أرفضه, فهو ابن ضيعة وأنا ابنة مدينة, ذلك اليوم لم أكن سعيدة بعدما خرجت من الامتحان, فلم أكن واثقة من نجاحي وقد أخبرته بذلك, فقال لا بأس وكان هو سعيداً جداً, لأنه واثق من نجاحه وانتهاءه من هذا الامتحان, ثم قال لي إن والدته ستأتي غداً للمدينة لتقابلني, ففرحت كثيراً وفي الصباح الباكر, التقيت بأمه كانت امرأة بغاية الحكمة والجمال, قالت لي ما رأيك بما أن الوقت ما زال باكراً أن تذهبي معي للضيعة لتتعرفي عليها, وعلى طبيعة العيش هناك, وبالفعل وافقت فوراً ومن دون تفكير, ومن سيرفض دعوة إنسانة رقيقة كهذه الرائعة, وصلنا الضيعة وكان زميلي قد تركنا وذهب قال يريد أن يلاقي أصدقاؤه, عند وصولنا قابلت والده كان رجل هزيل الجسم لكنه مريح الطلة, وبعد قليل أحضر لنا المتة فاعتذرت منه وقلت آسفة عماه أنا لا أحب المتة, فقال على راحتك ثم جاءت زوجة ابنهم الكبير وابنته الصغيرة, ثم أخذتني والدته في نزهة في الضيعة, وذهبت معنا الصغيرة لتعلقها بجدتها, مررنا على صيدلية كبيرة وكأنها سوبر ماركت, قالت لي إنها الوحيدة هنا, إنها صيدلية الضيعة كلها, وليس كما في المدينة في الشارع الواحد هناك أكثر من عشر صيدليات, وبعدها دخلنا مؤسسة الضيعة التي يوجد فيها كل شيء مما لذ وطاب, وحصلت معنا فيها مواقف جميلة جداً ومضحكة لدرجة إنها أنستني الوقت, فقلت لها يجب أن أعود لقد تأخر الوقت, ويبدو أن ابنك لن يأتي, فقالت لي بما أن الضيعة قد راقت لك فما رأيك أن نعود معك ونطلبك مباشرة من أهلك, فقلت لها ومحمد, قالت وماذا به سأتصل به الآن ليأتي وسأدله على العنوان, وعندما وصلنا عمارتي قالت لي اصعدي أنت وعندما يأتي محمد سنلحق بك, صعدت البيت والفرحة ترقص بي, ومع ذلك لم أخبر أحد في البيت عن الأمر, بصراحة لم أشعر برغبة في إخبارهم, ودخلت غرفتي والفرحة تسبقني وجلست أنتظر, أنتظر وأنتظر, ولم يأتي أحد أبداً, دخل الظلام نافذة غرفتي وأنا أنظر إليها, ظننت أن الدنيا اسودت في عيوني لكن الليل كان قد أقبل من جديد, نزعت ثيابي وارتديت ثياب النوم, وتمنيت ألا أبللها بعد اليوم, ومرت أيام وأيام, وصدرت النتائج الإمتحانية, وهنا كانت المفاجئة الكبرى, لقد نجحت أجل وتخرجت يا إلهي كم أنت رحيم كريم, والمفاجئة الثانية والصاعقة أن زميلي محمد الذي خرج متباهياً بنجاحه لم ينجح ولم يتخرج, هكذا علمت من صديقة لي, قلت الحمد لله على كل شيء وأقفلت هذا الموضوع, استلمت شهادتي وبفضل الله تعالى وجدت عمل وتابعت دراستي بعد قبولي في الدراسات العليا, وها أنا على بعد خطوات قليلة من تحقيق حلمي, وإذ أتفاجئ باتصال من صديقتي تخبرني فيه, أن زميلي السابق محمد قد تزوج فقلت لها إن شاء الله ألف مبروك, لكن هنا ساورني الفضول لمعرفة زوجته سعيدة الحظ, وكما أني قد اشتقت لأمه تلك الإنسانة الرائعة, شجعت نفسي ومضيت عندها وعند وصولي استقبلتني بحرارة بالغة وجلسنا في الديوان الشرح, بينما كانت هناك فتاة تأتي وتذهب تنظف هنا وتركض هناك, فسألتها من هذه فقالت ألم تعرفيها إنها زوجة محمد, ثم أحضرت لنا المتة وأنا قد سرحت قليلاً, ثم قالت لي ألن تشربي المتة, فنظرت إليها وقلت أجل سأشرب, عندها شعرت بسعادة غير طبيعية تسير في قلبي, يا إلهي كان من الممكن أن أكون مكانها في يوم من الأيام, لولا حكمة الله تعالى ورحمته, كان النصيب أمام مبنى بيتنا وكلها خطوات وأكون له, لكن مشيئة الله تعالى جعلته يسير بعيداً, كما جعل الآن السعادة تسير إلى قلبي, ويبدو أني انتهيت أخيراً من حرقة النار التي كانت في تنزف من قلبي, وارتاحت أعصابي وأخذت كامل راحتي ووضعت رجل على رجل, وقلت أجل سأشرب المتة ولما لا, أجل لولا رحمة الله تعالى لكنت الآن أنا المتخرجة من الجامعة بمعدل جيد جداً, خادمة لذلك الرجل الذي لم يعرف كيف يتخرج حتى الآن, أم هو رجل والرجل ليس بحاجة لمعدل ولو برتبة شرف ليكون هو السيد في بيته, هنا العادات هي أن تكون الزوجة خادمة في بيت زوجها, والضيف هو صاحب البيت, فقلت الحمد لله أني الضيفة ولست الزوجة, ويبدو أنها كانت متشوقة أكثر مني لتخبرني عما حدث ذلك اليوم, ولما أنهم لم يصعدوا عندي ويطلبوا يدي, قالت لي عندما وصل ابنها ظنت أنه سيكون سعيد, لكن منذ قابل أمه صرخ فيها وقال ماذا تفعلون هنا, قالت له جئنا نطلب لك البنت أليس هذا ما تريده, فقال لها لا والله .. لا أتزوج فتاة ذهبت معي بيت أهلي دون تردد حتى, فقالت له لقد ذهبت معي وليس معك, ثم أنني كنت أريدها أن ترى وتتعرف على المكان الذي ستعيش فيه قبل إن تم النصيب, وأن تعرف هل تستطيع التأقلم مع الحياة هنا أم لا, هل فهمت, فماذا تريد الآن, أم كنت تتسلى بالفتاة يا عيب عليك, فدفعته وذهبوا بعيداً في سراب المجهول وانتظار خجول, وبينما كنت أشرب المتة وأحلق في روعة ذلك اليوم رغم قسوته وقصره, جاء الشاب الزميل والزوج العاشق, ومن أول دخوله خاطب زوجته ولم يلتفت إلي, ثم جلس معنا أنا وأمه ناظراً لي مستغرباً ربما وجودي أو شيء آخر, بينما ركضت زوجته تنزع من قدمه الحذاء أمامي وأمام أمه, ومن دون أي اكتراث, ثم بدأ بالحديث معي وكأن شيء لم يكن, وكأنه لم يرتكب أي شيء, وبعد حديث طويل حان وقت العودة الذي لا بد منه, فاستأذنت من والدته بالرحيل وبعد السلامات, طلبت من ابنها الزميل أن يوصلني حتى الباص, وهو ما زال ينظر إلي بندم على تركه لي, ثم طلب مني أن أسمح له بأن يوصلني للمدينة, فقلت له بألا يعذب نفسه أعرف الطريق وحدي, ثم قال لي بلهفة أتتزوجين بي, فقلت نعم لم أسمع أعد ما قلت, وبينما كان يعيد جملته الأخيرة, قلت بصوت عال, لا والله, لن أتزوج رجل جاء عند حدود بيتي ولم يدخله, وركبت الباص وذهبت مع الحرية .....


مُشاطرة هذه المقالة على:reddit

تعاليق

Mr.M!DOoo
السبت ديسمبر 22, 2012 8:54 amMr.M!DOoo
شكرا أــخ هشـام

على موضوعـ ك المميز و بأنتظار جديدك

و تقبل مروري

ذهبت مع الحرية 884513
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى