26102012
القصة
سميرة الوردغي
حين أبدأ القصة ترفضني وتعلن نهاية نفسها.. تحمل الحقيبة وتفر هاربة من ذاكرتي إلى اقرب محطة للقطار.. تراقب عقارب الساعة وتنفث دخان سيجارة رخيصة اشترتها من أول بائع يعرض سجائره المهربة على قارعة الطريق حتى أنها سألته عن واحدة محشوة لتنسى ترهات مدينة رسمت منازلها بعد سيول المغول والتتار.. ونصبت أعلى سورها طوطيم قبائل بدائية في قارة تنتظر خروج المكتشف من البلاط حائرا بين سيف الملك.. وسحر الخرافة وعشق ذهب لم يتزين به بعد معصم امرأة مجنونة . عند أول صافرة للقطار تغادر مسرعة وتنسى الحقيبة تحت الطاولة وبقشيش النادل و أنا لازلت أتساءل عن سبب الرحيل . أنت القصة منذ بدء التكوين. أنت الحقيقة والمعجزة والأسطورة والخرافة على لسان العجائز والسفسطائيين والحبيبة والجرائد الرخيصة والأمهات بداية الليل في السرير... هكذا كتبت الرسالة وأرسلتها عبر البريد دون عنوان لان القصة عاهرة رومانسية تسكن الحانات وتتبعثر عند أول كاس على الطاولة . لازلنا ننتظرك هنا أنا والمدينة والطوطيم وأشياخ القبيلة.. عودي كما أنت.. مغفلة حمقاء.. فانا اقبل بك بقايا سفر.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
على موضوعـ ك المميز و بأنتظار جديدك
و تقبل مروري