26102012
=====================
صاحب الذوق السليم من الملوك
صاحب العقل الزائد
خيره متزايد شره متباعد رضي الخلق حليم عفيف النفس كريم ليس بكذاب ولا لئيم لا يفرح بالمصيبة لأعدائه مشتغل بأدوائه لا يقصد إلا رضى الله راش بما قسم الله ينظر إلى المضطر بعين الفراسة ويواسيه بكياسة لا يحسد الأمير لإمارته ولا التاجر على تجارته مشتغل بالله فهو عبد الله كثير الصمت والسكون جعل الله لقلبه عيون فهو ضد المجنون لا يتكلم بغيبة ولا يفرح بمصيبة كيس ليس بزاعج وهو للأرواح ممازج يبذل المجهود في رضى الأصحاب وهو من أولي الألباب يفتح لكل خير باب عارف بطريق الصواب يكرم الفقراء ولا يجالس كثيف ولا يمل كل لطيف رجل همام والسلام.
وضد ذلك من الأشرار في الدرك الأسفل من النار وهو المنافق لغير دين الله موافق كلب أجرب للقلب خرب ثوب جثمانه من النفاق مضرب فهو للشيطان أقرب بالدينين يلعب زنديق مذبذب لا يأكل لحم الأضاحي ولا يبات ليلة في رمضان صاحي إن عبر كنيسة اليهود قاموا له بالجلود وإن عبر كنيسة النصارى وقع في الخسارى صلاته عوجاء لا وضوء ولا استنجاء لا يعبر جامع المسلمين إلا أن يكون يتفرج على القناديل خوان ليس بأمين يشهد بالزور في كل الأمور إن خوصم فجر وإن شهد قهر وإن استؤمن خان في كل زمان في كل الملل حيران فهو من أهل النيران.
الثاني: المسلوب الذوق الأحمق عقله ممزق وعيناه تتبحلق يعيط ويبقبق ساحله مزحلق من كثرة حمقه يزملق ولزوجته يطلق لا يهتدي لصواب ولا يتأمل رد جواب إن مدحته ازدراك وإن تركته عاداك وهجاك ما لعلته دواء والخير والشر عنده سواء لو فرشت خدك بالأرض ظن إن ذلك عليك فرض إذا لبس الشيء الحديد يظن الناس كلهم له عبيد في نفسه غلطان وَمِن البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يرعوي عن جَهلِه وخِطابُ مَن لا يَفهَم فهو من أنكاد الدهر والخلق جميعاً منه في قهر رجل مطلاق سيىء الأخلاق سبحان الملك الخلاق.
لِكُلِ داء يَستَطِبُ بِه إلاّ الحَماقَة أعيت مَن يُداوِيها قيل للسيد المسيح صلوات الله وسلامه عليه أنت تبرىء الأكمة والأبرص وتحيى الموتى بإذن الله تعالى ولا تداوي الأحمق فقال: هذا الداء أعياني.
الثالث: النذل من الرجال قليل الوفاء مصفوح القفا قليل الغيرة مع كل خيل مغيرة قليل الأدب كثير الضحك بلا عجب كثير النوم قليل الهمة بين القوم لا يقضي حاجة كثير اللجاجة يأكل الكد الكثير ولا يرى لذلك تأثير ولو خربت الشام وسائر الثغور تراه من غير فكره في البجاقات يدور يلتذ بالكفاح كما يلتذ غيره بالنكاح يغوى الخصال القباح ويترك الخصائل الملاح كثير العيوب وهو من الذوق مسلوب وفيه أحسن من قال: يَدَعُ الذُبابُ جَميع جِسمِك سالمِاً وتَراهُ لا يأوِي لِغيرِ جَرِيحةِ كالنَذلِ يَعدِلُ عن جَميلِ صَديقِهِ وتَراهُ لا يأتِي لِغيرِ قَبيحةِ رحم الله من تأمل هذه الخصال وجعل بينه وبينها انفصال.
صاحب الذوق السليم من الأمراء
صاحب الذوق السليم من الأمراء
يميل الميمنة على الميسرة في الحرب ويكشف عن الجيوش الكرب سيفه قاطع ودرعه مانع وهو للمسلمين أنفع نافع يوهب المماليك ويتفقد الأرامل والصعاليك فارس الخيل كرمه كالسيل جوامك غلمانه مغلقة مكثر الشفقة كثير الخير والصدقة رماح مليح واعتماده في النشاب مليح يضرب بالسيف ما عنده جور ولا حيف معاملته جيدة وحركاته مؤيدة يخالف الشيطان وهو طوع الإنسان ما عنده لا كير ولا نفاق بشوش طيب الأخلاق لا ينهمك على الأقداح بل ينهمك على الصلاح ذو حشمة وهمة وهيبة ولمة يملك الأمرا أشجع من تسور على أفراسه للعدى كثير الاحتمال عارف بمواقع الرجال في الحرب والنزال يأكل السلطان حلال واقف بباب الفقير كالأسير فهو نعم الأمير.
وضده المسلوب الذوق من الأمراء في الأصل جندي خرا مسخرة بيته مسكرة عيشه مكدرة جوامك غلمانه منكسرة قليل الدين يظلم المساكين ومماليكه ضائعين لا جامكية ولا عليق فهم يخطفون العمائم ويقطعون الطريق ما يؤدي حقاً من الحقوق لا لله ولا لمخلوق فهو شيخ الفسوق بيته من الخير ناشف ما يخدمه عارف إن خدمه أستادار وقع في النار كذلك المهتار والفراش والطشتدار قليل الهمة ما يطلع لخدمة في نفسه غلطان وفي ظنه يبقى سلطان منتن الذقن خسيس أنحس من صاحب الذوق السليم من الأجناد قليل العناد منفعة للعباد لا يتلفظ بستكم ولا بقواد في رمي النشاب وضرب السيف ولعب الرمح أستاذ طيب الكلام ما يلعب بلكام مواظب الخمس ما عنده لا حيف ولا ميل كميت الحرب فارس الشرق والغرب قد عرف مواقع الرجال كثير الاحتمال والنزال سلامه مليح وإيمانه صحيح يتجنب القول القبيح لسانه فصيح من أحسن الجيوش عاقل سيوس ما يستخدم غلام منحوس ما يحاسب عائلته على شيء من الفلوس.
وضده المسلوب الذوق من الأجناد كثير العناد مرصد لظلم العباد يقال له يا سيدي يقول عله ستكم قواد خرباطي عتيق يخطف العمائم ويقطع الطريق زنديق حليق ما له صاحب ولا صديق شرابه الأمراق وصرمه مخرق من الأطباق علق زقاقي لا يصلح منه تبع ولا وشاقي ما يقدر على عليق الفرس وفي قلوب الحكام منه غصص ما له دين يظلم المساكين لا هو عاقل مع العقال ولا مجنون مع المجانين.
كبير ظريف عفيف شريف مشتغل بكمال نفسه وملاعبة زوجته ويعلم فرسه وإصلاح قوسه فذلك أحب المباحات إلى الله يبتغي بذلك وجه الله سيفه قاطع ودرعه مانع ثابت الجنان ليس بجبان ولا باخل ولا منان كثير الإحسان باليد واللسان لكل إنسان يحب الكريم من أهل الهمم يترك الكثافة ويقوي اللطافة لا يعاشر كودن ويتخذ من كل شيء الأحسن من العجب والكبرياء مجرد فهو في أبناء جنسه مفرد كلام أهل العلم عنده مقبول عارف بالأصول فهو مليح وتخيله صحيح.
ضد ذلك المسلوب الذوق من أبناء الترك كثير العلاك تحدثه بالعربي يحدثك بالتركي ولا يعرف الآماجي من اليلكي لا يعرف رمح ولا نشاب يفتح للشر أبواب لعبه لكام ويخبط في الكلام يغير هيئته بالزنظ والمنشفة وغيته القمار بالكنجفة يتلعبط ويتلبك ويغير إسم أحمد بإسم بردبك يقطع الطريق ولا له صاحب ولا صديق مضارب مخانق لوالديه عائق يشرب شخاخ النصارى ويضارب كل من في الحارى.
صاحب الذوق السليم من الغلمان
صاحب الذوق السليم من الغلمان
الخيل معه في آمان يخرز العنان ويحيط الشليته والتعبان فهو للخيل بلان نظيف العرض والثياب يحرز العقوبات والألباب مطلوع في الصواب لا يشتغل بخدمه شاطر صاحب همة لا يدمدم لانقطاع الجامكية يخدم الضيوف ولو كانوا ميه ويقضي الحاجة ولو كانت بإسكندرية وله في الغلمان غية يداوي الوقرة واليرقان ويقطع الجلد ويداوي السرطان رجل همام فهو نعم الغلام.
ضد ذلك المسلوب الذوق من الغلمان يسرق عليق الفرس في قلب الجندي منه غصص حرفوش ما يملك قنشار ما يصحو من المزر لا ليل ولا نهار يخدم الأجلاب لأجل الخناق والضراب والخويلات معه ضائعة وبطونهم جائعة تجده في قلب الأربعانية بفرد طاق وأطواقه مقطعة من الضراب والخناق يخطف العمائم ويقطع الطريق مفلس لا له صاحب ولا صديق كثير العياط والشياط جمعة في المحلة وجمعة في دمياط يرهن العرقيه والدبوس مقامر لص منحوس.
صاحب الذوق السليم من القضاة
صاحب الذوق السليم من القضاة
لا يقبل الرشوة ويترفق في الدعوة لا يسعى في وظيفة ويتأمل ما كان عليه أبو حنيفة ينظر في حال المسكين ويحصل له عليه من المشقة كمن ذبح بغير سكين رضي الخلق سيوس ضاحك غير عبوس يساوي بين الخصمين وينظر في حقيقة الدين لا يميز صاحب ألف دينار على من لا يملك أن يقول حكمت ورب قائل يقول ظلمت لا يراعي في الحكم جار ويخشى أن يحرق بالنار له معان وبيان وفقه وتصريف بإمكان فهو خير إنسان نطقه وخيره يزيد وقد أقامه الله تعالى لمصالح العبيد لا يحكم بإغراء من الأمراء لما سلك طريق العلماء وعزة الفقراء ولا يحكم بأغراض الملوك وقد سلك بهذه الطريقة أحسن سلوك يعلم أن كل ملك لله مملوك فهو خائف من الله متوكل على الله لا يحكم إلا بحكم الله لا يقبل شهادة الزور ولو كان على وزن الخردلة في كل الأمور فهو القاضي لأنه تميز عن القاضيين.
فرحم الله تعالى من تأمل هذه الخصال وجعل بينه وبينها إتصال.
ضد ذلك المسلوب الذوق من القضاة البغلة والكوديان والفرجيه والطيلسان قد فتح له بهم دكان لا فقه ولا معاني ولا بيان عاري من نوع الإنسان كأنه حيوان ألكن اللسان لا يسوي بين الخصمين ويقبل الرشوة ولو كانت فلسين إذا غضب يقول: حكمت ولا يفكر فيمن يقول: ظلمت يحكم بأغراض الأمراء ولا يرافق العلماء ويزدري الفقراء عبد الجاه رجل وجاه قد أفلح من هجاه لا يكشف كربة عامله كبة هيولى مطلقة سالبه كلية فهو من البلية لا يستشير لأحد بشأن كثير الشقشقى ملسان يعرض عن الحق عيان فهو أحد القاضيين قد حرم الجنان يقبل شهادة الزور لا ينظر في عواقب الأمور كأنه لا يؤمن بالبعث والنشور ولا يرى في التنقل من القصور إلى القبو فهو رجل مغرور أو مسحور فلا يفيق من الغفلة كأنه أخذ زماناً من المهلة فهو أضعف من نملة فقد قيل في هذا المعنى: فلا تُؤذِ نملاً إن أرَدتَ كمالكا فإنَّ لها نفساً تَطيبُ كما لَكا ليس هو أهل الوظيفة ولا يتأمل ما قال أبو حنيفة الذي دون الفقه رضي الله عنه فالله تعالى راض عنه ولا رضي يقبل القضاء بعدما جرى له من الأمور ما جرى فهو في الآخرة مسرور ممتع في القصور بالحور وقد رضي عنه الرحمن وأسكنه فسيح الجنان فرحم الله من اتبع النعمان وأعرض عن القضاء في هذا الزمان
==========================
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
و سلمت اناملك على الطرح المميز