منتديات ماي اصحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

hicham95
hicham95
عضو متألق
عضو متألق
الجنس : ذكر مشاركات : 554
http://www.twitte.comhttps://www.facebook.com/samhameed167
26102012
هذه اول مشاركة لي وبمناسبة حلول رمضان الكريم والذي لازلنا نتقاسم فيه الاجواء السعيدة بالصلوات ونبحث فيه عن حسن العبادة وتلاوة القران الكريم كله للتقرب من الله اكثر فاكثر
احببت ان اشارككم بعضا من هذه الاجواء خصوصا المواعيظ الجيدة التي يسترسل فيها علاماء ودكاترة الاجلاء في رمضان من التنبيه عن كثرة الاغفال او توعية المسلمين اكثر حتى يتمسكوا اكثر بدينهم الذي ارتضاه الله لهم
اخترت من بين الدروس هذا الدرس الذي اعجبني كثيرا مما فيه من مواعيظ عن الصلاة والاستقامة
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

اليكم الدرس
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أيها الأخوة الكرام : الموضوع اليوم
الاستقامة ،
وفي القرآن الكريم تسعة وأربعون آية عن الاستقامة ، وفي الأحاديث الصحيحة ما يزيد عن عشرون حديثاً في الاستقامة ، وفي الآثار عدد كبير جداً من الآثار التي تشير إلى الاستقامة .
أيها الأخوة : بادئ ذي بدء : يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : الاستقامة هي لزوم المنهج القويم ،
قال تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )
سورة فصلت

وبين أيضاً أن الاستقامة بعدم الطغيان .( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) سورة هود

الآن هذا الذي أراد أن يستقيم له أحوال ، فإن كان من أحواله أنه قوي أو غني أو أنه يتمتع بتمكين في الأرض أكبر منزلق له الطغيان ، فقد يطغى الغني على الفقير وقد يطغى القوي على الضعيف ، وقد يطغى العالم على طالب العلم ، الطغيان مذلة الأقوياء .
ثم يقول الله عز وجل

113وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُ(114)وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى) سورة هود


إذا أراد الضعيف أن يستقيم عنده منزلق آخر ، المنزلق الآخر أن يركن إلى الذين ظلموا ، ليأخذ من مالهم أو شأنهم أو ما عندهم من الدنيا أو من دنياهم .
فلذلك أيها الأخوة : الذي أراد أن يستقيم إذا كان قوياً فالمال قوة والعلم قوة والسلطة قوة ، إن كان قوياً فمزلقه الطغيان .
(

كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى(6)أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ) سورة العلق




وإن كان ضعيفاً فمزلقه أن يركن إلى الذين ظلموا ، فحينما أمر الله المؤمنين أن يلزموا سبيل الاستقامة ذكرهم أن أمامهم منزلقين ، هذين المنزلقين متعلقين بحال المستقبل ، فالقوي منزلقه الطغيان ، والضعيف منزلقه أن يركن على الذين ظلموا .

أيها الأخوة : الاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات وقد قال بعضهم : كن صاحب استقامة لا طالب كرامة ، فإن نفس الإنسان تتحرك في طلب الكرامة ، والله عز وجل يطالبها بالاستقامة ، قبل أن أتابع الحديث لابد من مثل يوضح الحقيقة عام التجارة لو أردنا أن نحصي أنواع النشاطات والحركات التي أراد أن يقوم بها التاجر ، عديدة جداً لا تعد ولا تحصى بدءاً من شراء محل ومستودع ومكاتب وفروع وتعين موظفين واستخدام شركات وجلب البضاعة وعرضها وبيعه وقبض ثمنها والمحاسبة .
لو ذهبت لأعدد أنواع النشاطات التي يقوم بها التاجر لا تعد ولا تحصى ، كل هذه النشاطات إن لم تحقق في البداية
ربحاً لأن التجارة في النهاية تضغط بكلمة واحدة ، التجارة يعني أن تربح ، فإن لم تربح لا معنى لكل هذه النشاطات .
يقاس على هذا المثل أن الإنسان ضمن المجال الديني قد يقوم بآلاف النشاطات ، فإن لم يكن مستقيماً لا معنى لكل هذه النشاطات ، كيف أن التجارة كلها ضغطت بكلمة واحدة هي تحقيق الربح ، كذلك الدين يضغط بكلمة واحدة هي تحقيق الاستقامة . ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا)سورة فصلت


فما لم تكن مستقيماً لا تنتظر من هذا الدين شيء ، لك أن تفعل أكثر شعائرية ولك أن تتزين وتتباهى وتؤلف وتفعل ما تشاء ، أما أن تحقق الهدف من الدين ن هذا الهدف لا يحقق إلا بالاستقامة ، الآيات في الاستقامة كثيرة جداً ، نكتفي بقوله تعالى : (فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا ) سورة هود


والآية الثانية : ( ولا تركنوا الى الذين ظلموا)

فالمستقيم ينبغي أن لا يطغى ولا يركن للذين ظلموا إذا كان ضعيفاً .
أيها الأخوة : مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةَ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ *

(سنن ابن ماجة)

وهذا الحديث أصل في الاستقامة ، أي أنك إذا استقمت لن تحصي الخيرات التي تأتيك من الله ، الخير كله من الاستقامة ، أنت تطلب من الله الكرامة ، وهو يطالبك بالاستقامة ، استقيموا ونعمّ الاستقامة

(ورد في الأثر)

قال يا رسول الله :
عظني ولا تطل ، قال : قل آمنت بالله ثم استقم.

(ورد في الأثر)

النبي عليه الصلاة والسلام : كما أنه يعلم بأقواله يستخدم الوسائل المعينة بالتعبير الحديث ، فالتربية الآن يوجد مادة في كلية التربية اسمها الوسائل المعينة إيضاحات مصورات .......

فالنبي عليه الصلاة والسلام خطّى خطّاً ثم قال : هذا سبيل الله ، ثم خطى خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ، الخط المستقيم هذه الاستقامة الموصلة إلى الله ، وعن يمين هذا الخط خطوط مائلة وعن الشمال خطوط مائلة على رأس كل خط شيطان يدعو على هذا الطريق ، ثم تلى قوله تعالى : وأن هذا

صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله

(ورد في الأثر)

مثل آخر : يقول عليه الصلاة والسلام :
عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَعَلَى جَنْبَتَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَتَفَرَّجُوا وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ *

(مسند الإمام أحمد)

هذا مثل ضربه النبي عليه الصلاة والسلام ، الطريق الموصلة إلى الله واحدة ، إلى أن الطريق الموصل لمرضاته ، هذا الطريق متعدد ، الطرق الموصلة لمرضاة الله عز وجل لا تعد ولا تحصى .
حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَتْ كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ *

(صحيح مسلم)

أيها الأخوة : ماذا عن أقوال السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة الكرام في شأن الاستقامة : فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه سئل عن الاستقامة فقال : أن لا تسرك بالله شيئاً فهم عن الاستقامة استقامة العقل ، وسيدنا عمر عندما سئل عن الاستقامة قال : أن تستقيم على الأمر والنهي ، ولا تروغ روغان الثعلب ، الحيل الشرعية والفتاوى الضعيفة والتأويلات البطلة هذا رأي سيدنا عمر ، وسيدنا عثمان قال : استقاموا أخلصوا العمل لله ، فسر الاستقامة بالإخلاص ، وسيدنا علي فسرها بأداء الفرائض ، وسيدنا الحسن قال : استقاموا على أمر الله عملوا بطاعته واجتنبوا معصيته ، ومجاهد قال : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله عز وجل ، وبعض العلماء يقول : أعظم الكرامة لزوم الاستقامة ويقول أيضاً استقاموا على محبته وعبوديته ، فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة .
أيها الأخوة : كما قلت قبل قليل يمكن أن يضغط الإيمان كله بعد الإيمان بالله بالاستقامة، ولأن تعريف العبادة طاعة طوعية هي الأصل الطاعة ، لكن سببها العلم نتيجتها السعادة ، ففي العبادة جانب معرفي هو السبب ، وجانب سلوكي هو الأصل وجانب جمالي هو السمع .
فما لم تستقم لا يمكن أن تقطف الثمرة ، وما لم تعلم لا يمكن أن تستقم ، الحقيقة ثلاث حدود تعرف الحقيقة فتستقم ، تستقم فتسعد ، وحينما خلقنا الله عز وجل خلقنا ليسعدنا بعبادته بعد أن نعرفه ، تعرفه فتطيعه فتسعد بحبه ، لن تستقيم على أمره إلا إذا عرفته ولن تسعد بقربه إلا إذا أطعته ، تعرفه تستقيم على أمره تسعد بقربه .
فلذلك بالتعبير الدارج بين أصحاب المهن يقول : ضربة معلم ، فإذا دعوت إلى الله وركزت على الاستقامة فهذه ضربة معلم ، هذا الإنسان إذا استقام اتصل بالله قطف كل ثمار الدين شعر بالقرب والراحة والطمأنينة والأمن والتوفيق شعر أن الله يحبه ، كل ثمار الدين من الاستقامة .

فيجب أن نلح على الاستقامة ، أما إذا ألححنا على طلب العلم فقط ، يوجد اتجاه خطر في الإسلام الآن يسمى بالتعبير المتداول إسلام صالونات ، كل الأوراق الرابحة سقطت الآن ، لم يبقى في أيدي الناس إلا ورقة الدين ، فالذي لا يلتزم منهج الله إذا جلس يتكلم يحكي باسم الدين ، الدين الآن بعد وقوع كل النظم والمبادئ الوضعية في الوحل لم يبقى إلا الدين .

فالذي أراد أن يرتفع بين الناس الآن يتكلم بالدين ، ما من طريق لتعلو ، إن أردت أن تؤلف كتاباً وأن يروج يجب أن يكون كتاب ديني ، فعلى مستوى الكتب والمحاضرات الدين فكل من أراد العلو في الأرض ليس له من سبيل إلا الدين ، فنشأ اتجاه جديد هو الإسلام لا علاقة له بالإسلام ، إسلام فكري فقط ، فهو لا يصلي وينتهك معظم الحرمات ، ولكن إذا أراد أن يتحدثْ يتحدث بقيم الدين كي يتعامل مع العملة الرائجة .
فلذلك الدين في الأصل استقامة والتزام ولزوم المنهج ، فالإنسان حتى يوفر وقته ويقطف ثمار تجاهه لا يفكر أن يربح إذا بقي على مستوى الثقافة ، لأن الدين من دون استقامة ثقافة أو عادات أو تقاليد أو فلكلور أو تراث ، يقول التراث الإسلامي ، الدين وحي أو التزام ،

وفي القرآن الكريم ما يزيد عن مائتي آية تتحدث عن الإيمان ، ما من آية تحدثت عن الإيمان إلا وجاء بعد الإيمان العمل الصالح ، وأوضح شيء قوله تعالى : ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )

أن تقول ربنا الله دون أن تستقيم لا معنى لذلك ، وكنت أوضح هذه الحقيقية بأن إنسان مريض في جلده وقد وصف له الطبيب أن يتعرض لأشعة الشمس ، فجلس في غرفة قميئة بعيدة عن الشمس هو متكلم وفصيح وأديب فإذا أسمعنا من كلمات في مديح الشمس يالها من شمس ساطعة إنها في كبد السماء إنها شمس مطهرة لأمراض الشمس ، مهما تحدثت عن الشمس وأنت قابع في الظلام حديثك ليس له قيمة إطلاقاً ولا يقدم ولا يؤخر ، من أجل أن نوفر أوقاتنا ومن أجل أن نقطف ثمار هذا الدين ومن أجل أن نلقى الله سعداء بقربه يجب أن ينتقل النشاط الديني من نشاط الأقوال إلى نشاط الأفعال .
فعندما يبقى الدين أقوال يسمى ظاهرة صوتية والصوت يختفي فجأة ، أنت قد تأتي بأكبر آلة تسجيل وترفع الصوت لأعلى مستوى هذه الآلة تملأ المكان ضجيجاً ونغماً يكفي أن تقطع الكهرباء عن هذه الآلة ، فإذا بقي الإسلام ظاهرة صوتية أقل حدث طارئ يلغي الإسلام، أما الإسلام إذا كان استقامة يصمد كالجبال ، (أحدُ أحدْ) ما أساسها .؟
المستقيم لا يصرفه عن دينه لا سبائك الذهب اللامعة ولا سياط الجلادين اللاذعة ، الدين استقامة ، لأن بالاستقامة قطف ثمارها ، إنسان إذا دعي لطعام فحضر لكن لم يأكل ، المرة الثانية زهد في هذا الحضور لم يأكل شيء ، فإذا كان على المائدة صحون وأدوات غالية الثمن جداً ولا يوجد طعام إذا دعي مرة ثانية لا يأتي ، ممل المجيء ممل ، فإذا لم يتوج الإسلام بالاستقامة فهو ممل ، تألفه ، والله قال ()
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً
سورة النساء
قال (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) سورة البقرة




الصلاة صعبة جداً عشر ساعات يمضيها الإنسان دون أن يشعر ، أربع ركعات يجدهم ثقال ‍! قرا الإمام مدهامتان قال:

: طولت قال : كلمة واحدة بركعة واحدة ! كل ركعة قل مد هامة . ( وانها كبيرة الا على الخاشعين ) سورة البقرة

فهذا الإسلام أساسه الاستقامة ، فأنت حينما تستقيم تصبح مع الله ، لذلك الأوراد والأذكار من دون استقامة مملة ، وثقيلة على الإنسان ، لكن الأوراد والتلاوات مع الاستقامة مسعدة ، فأنا اخترت هذا الموضوع برمضان تحديداً ، فما لم تستقم على أمر الله لا تنتظر من الدين شيئاً ، كيف تأخذ شهادة حقوق ؟ معلومات ، تتعلم القوانين والأحكام مراتب المحاكم أنواع الأحكام ، معلومات .
إذا تركت الاستقامة فالدين لا يزيد عن أن يكون ثقافة ، هذا معه اختصاص طب هذا هندسة هذا طب هذا شريعة ، اختصاص من هذه الاختصاصات لا تقدم ولا تؤخر ، لكنك إذا استقمت إنسان آخر .
لذلك أيها الأخوة : كنهاية لهذا الموضوع هناك علم بالله وبأمره وبخلقه ، العلم بخلقه الجامعات في الأرض فيزياء كيمياء طب هندسة فيزياء نووية كيمياء عضوية ..... هذه علوم الأرض وعلوم خلقه ، من اختصاص الجامعات في العالم .
لكن مهما تعلمت أنشتاين أعلم علماء الفيزياء مات انتهى بموته ، والعلم بأمره كليات الشريعة هنا معلومات وقوانين وهنا معلومات وقوانين ، طالب الشريعة عنده مراجع ومصادر وكتب ومنهج بحث وأدلة نقلية وعقلية ، علم آخر كالفيزياء تماماً ، لكن ما لم تعرف الله والعلم بذاته وتتقرب إليه وتجاهد نفسك وهواك فلم تصل مع الله إلى شيء .
فالحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ، أحياناً تلاحظ أن الإنسان يتعلق بالدين بأشياء لا تكلفه شيء ، يقوم ببعض العبادات ، لكن عند الشهوات ضعيف أمام الشهوات ن لذلك هذا لا يستطيع أن يتصل بالله عز وجل ، يبقى الدين عنده نماذج أو عادات أو تقاليد لكن في النهاية الدين من دون استقامة ممل وفيه تدهور ، وتجده انتقل من حال لأسوأ لأسوأ ترك الصلاة .
أوضح مثل : إنسان طالب علم سافر لبلد غربي أول أسبوعين لزم الصلاة فلما أطلق بصره في الحرام تململ في الصلاة ثم ارتكب الزنى ، الآن بينه وبين الله حجب كثيفة من الصعب أن يخترقها .
قصة سمعتها قبل أيام ، كان صالحاً جداً فلما فارق الاستقامة انفتح عليه باب التدهور وأنت متماسك ما دمت مستقيماً ، فإذا خرقت الاستقامة فقدت هذا التماسك ، فالذي أتمناه على نفسي وعليكم أن نلزم الاستقامة حتى يأتينا اليقين أو الموت ، والإنسان أحياناً ينتكس وقد ينتكس في وقت متأخر ، فما لم يكن مع الله ويلزم حدود الشرع ومجالس العلم ........

والله أيها الأخوة هذا المجلس أو أي مجلس آخر علمي هذا أحد الحصون التي تمنعك أن تنزلق ، علمية شحن ، وأنت شبه نفسك بهذا الهاتف الخليوي ، إذا لم تشحنه ينتهي، وأنت تحتاج لشحن مستمر حتى تتكلم ، المجلس العلمي فيه شحن ، الخطبة فيها شحن ، التقيت مع إنسان صالح تنشحن ، لابد أن يكون لك مرجع أو شاحن ، إذا سافرت تأخذ الهاتف مع الشاحن ، إذا نسيت الشاحن فلا داعي للهاتف أليس كذلك ؟ فالشاحن هو الاتصال بالله ومجلس العلم ، والحمد لله رب العالمين
تم الدرس
فلك جزيل الشكر سيدنا على النصيحة
ولي ولكم يا منتدانا الجميل حسن الاستقامة باذن الله حتى تصلح احوالنا وكذلك حياتنا والحمد لله الذي به تتم الصالحات
مُشاطرة هذه المقالة على:reddit

تعاليق

فلسطينية و افتخر
الإثنين ديسمبر 10, 2012 10:32 amفلسطينية و افتخر
شكرا لالك يا هشااام على الموضوع المميز

و سلمت اناملك على الطرح المميز
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى