- rihعضو فضي
- الجنس : مشاركات : 242
22072010
جمّـارُ
حميد أبو عيسى
يجتاحني حدسٌ مريرٌ أن تركيبَ البشرعين ُالقساوةِ كالصخرْ
لا قلبُ لا عينان ِ لا ضاقتْ به الأزمان ُلا هم ُّولا محن ٌ أُخرْ
بل ْ قسوة ٌ وبلادة ٌ وتصحُّرٌ عَقِـم ٌعجيفٌ كالشتاء ِ بلا مطرْ !
"ماذا وإلاّ " كيف تجتث ُّالسنابلُ جذرَها وترتمي بين الحفرْ؟
الحقلُ مدرارٌ كريمٌ
والثرى أم ٌّ رؤومٌ ،
يفتدي الأمصارَ والأشجارَ والأزهارَ والمرعى العطرْ
والنهرُ قبل ولادةِ الإنسان ِ
يروي كلّ أصنافِ السنابل ِفي سخاءٍ ليس من صنفِ البشرْ!
النهرُ سبّاق ٌ إذا سكبتْ ، ولو كذبا ً ، دموع َ القيظِ أغصان ُ الشجرْ
النهرُجرفان ِونبضٌ دافق ٌ يجترُّ أحزان َ الطوامي والروابي والزَّهرْ
فلمَ إذن حُشيتْ عقولُ الناس ِبالأحقادِ والبغضاءِ
والشرِّ المخصَّبِ والتسلل ِ في المحارم ِ كالوباءِ؟!
هل ْهذه ِ الأغصان ُ فعلا ً من ْ أصائيل ِ الشجرْ؟!
أم أنّها الأيام ُ تفعل ُ فعلها النخر ِ في جسدِ التعففِ والطهارةِ والنقاءِ؟!
جمّارُ يا جمّارُ كيف َ تعانق ُ الأرطابَ في حضن ِالتسامق ِ والسخاءِ؟ قلْ لي صريحا ًهل جذورُالنخل ِمثلُ السعفِ تغزوعمقها في كبرياءِ؟!
قل لي، فديتكِ مولدي، إنّي شديد ُ الحزن ِ كالعذراءِ في سوق ِالبغاءِ؟!
قلْ لي بلا لفٍّ ولا خجل ٍ وإلاّ طافتِ البغضاءُ
في كلِّ الشوارع ِ والمنازل ِوالمقابر ِوالسماءِ
قلْ لي بلا مكر ِالرِّياءِ
هل لي تجمُّلُ يعقب ٍالسبعُ زوبعة ٌسأحسمها بعون الله في ركل الجزاءِ
أم ْ صبرُ أيوبَ الأمين ِ على رحى الديدان ِ في جسد ٍ تقدَّسَ بالشقاءِ؟!
صمتٌ وتحديق ٌ رتيبٌ في درابين ِ* الخواء
صمتٌ وحزنٌ قارصٌ في كلِّ أوردةِ الرجاْءِ
لا نخل ُ لا جمّارُ
لا قامتْ لصحبتنا البواعدُ، لا الجوارُ
وأحسُ دينا ًمستميتا ً، في ثناياكِ الجريحةِ يا بلادي
يحرق ُالتلمود َوالإنجيلَ والقرآن َ، لا قاض ٍولا صيغ َالقرارُ!
هل هكذا هجرتْ مرابعَها ، هزيعا ً ، دجلة ُ الأخيار ِ
أم جُن َّ الفراتُ فضاقتِ الأيامُ وانتصرَ التبعثرُ، يا فرارُ؟!
ياهول َمحنتنا، نجندل ُبعضَنا
زعما ًبأن َّ خيارَنا فر ٌّوتجديفٌ
وقنطرة ٌ على أبواب ِ شعَّار ٍ
تجاهله ُ التقعقع ُ والدوارُ !
جمّارُ يا جمّارُ
ماذا تحملُ الأسفارُ
من قيظٍ وماذا قالتِ الأخبارُ، هل: صهرٌومطرقة ٌوعارُ؟!
أم ْإنّها الأقدارُ
تقضي، رغم قسوتِها، بارطابٍ تراقصُها الخصوبة ُ والنهارُ؟
كُظـَّت ْ خزائنُنا
بآهات ِ الليالي ،
فاضت ْمآقينا
بآخرَ دمعة ٍ مثل اللآلي
لا صبرُ يجلينا
ولا صلواتُ، لا خد ٌّ نقدِّمه ُولا حق ٌّ يحقـَّق ُ أو يصادرُ أو يبارُ
أليوم َ جمّار ُالعراق ِ
سيرتدي بعدا ًربيعيا ً
مثلما بالضبط ِ جمّارُ!
أليوم َ تمتشق ُ السنابلُ
جذرَها وتعيدُ للنهرين ِدَينا ً
طالما ناحت ْ له ُ الأشجارُ ؛
هكذا أديمُ الأرض ِيمنحُ ملحَه حبَّا ًومكرمة ًفيقتسمُ الأكابرُ والصغارُ!
ديترويت في 6 – 22 – 2000
* درابين- جمع دربونة وتعني الزقاق باللهجة البغدادية .
منقول
حميد أبو عيسى
حميد أبو عيسى
يجتاحني حدسٌ مريرٌ أن تركيبَ البشرعين ُالقساوةِ كالصخرْ
لا قلبُ لا عينان ِ لا ضاقتْ به الأزمان ُلا هم ُّولا محن ٌ أُخرْ
بل ْ قسوة ٌ وبلادة ٌ وتصحُّرٌ عَقِـم ٌعجيفٌ كالشتاء ِ بلا مطرْ !
"ماذا وإلاّ " كيف تجتث ُّالسنابلُ جذرَها وترتمي بين الحفرْ؟
الحقلُ مدرارٌ كريمٌ
والثرى أم ٌّ رؤومٌ ،
يفتدي الأمصارَ والأشجارَ والأزهارَ والمرعى العطرْ
والنهرُ قبل ولادةِ الإنسان ِ
يروي كلّ أصنافِ السنابل ِفي سخاءٍ ليس من صنفِ البشرْ!
النهرُ سبّاق ٌ إذا سكبتْ ، ولو كذبا ً ، دموع َ القيظِ أغصان ُ الشجرْ
النهرُجرفان ِونبضٌ دافق ٌ يجترُّ أحزان َ الطوامي والروابي والزَّهرْ
فلمَ إذن حُشيتْ عقولُ الناس ِبالأحقادِ والبغضاءِ
والشرِّ المخصَّبِ والتسلل ِ في المحارم ِ كالوباءِ؟!
هل ْهذه ِ الأغصان ُ فعلا ً من ْ أصائيل ِ الشجرْ؟!
أم أنّها الأيام ُ تفعل ُ فعلها النخر ِ في جسدِ التعففِ والطهارةِ والنقاءِ؟!
جمّارُ يا جمّارُ كيف َ تعانق ُ الأرطابَ في حضن ِالتسامق ِ والسخاءِ؟ قلْ لي صريحا ًهل جذورُالنخل ِمثلُ السعفِ تغزوعمقها في كبرياءِ؟!
قل لي، فديتكِ مولدي، إنّي شديد ُ الحزن ِ كالعذراءِ في سوق ِالبغاءِ؟!
قلْ لي بلا لفٍّ ولا خجل ٍ وإلاّ طافتِ البغضاءُ
في كلِّ الشوارع ِ والمنازل ِوالمقابر ِوالسماءِ
قلْ لي بلا مكر ِالرِّياءِ
هل لي تجمُّلُ يعقب ٍالسبعُ زوبعة ٌسأحسمها بعون الله في ركل الجزاءِ
أم ْ صبرُ أيوبَ الأمين ِ على رحى الديدان ِ في جسد ٍ تقدَّسَ بالشقاءِ؟!
صمتٌ وتحديق ٌ رتيبٌ في درابين ِ* الخواء
صمتٌ وحزنٌ قارصٌ في كلِّ أوردةِ الرجاْءِ
لا نخل ُ لا جمّارُ
لا قامتْ لصحبتنا البواعدُ، لا الجوارُ
وأحسُ دينا ًمستميتا ً، في ثناياكِ الجريحةِ يا بلادي
يحرق ُالتلمود َوالإنجيلَ والقرآن َ، لا قاض ٍولا صيغ َالقرارُ!
هل هكذا هجرتْ مرابعَها ، هزيعا ً ، دجلة ُ الأخيار ِ
أم جُن َّ الفراتُ فضاقتِ الأيامُ وانتصرَ التبعثرُ، يا فرارُ؟!
ياهول َمحنتنا، نجندل ُبعضَنا
زعما ًبأن َّ خيارَنا فر ٌّوتجديفٌ
وقنطرة ٌ على أبواب ِ شعَّار ٍ
تجاهله ُ التقعقع ُ والدوارُ !
جمّارُ يا جمّارُ
ماذا تحملُ الأسفارُ
من قيظٍ وماذا قالتِ الأخبارُ، هل: صهرٌومطرقة ٌوعارُ؟!
أم ْإنّها الأقدارُ
تقضي، رغم قسوتِها، بارطابٍ تراقصُها الخصوبة ُ والنهارُ؟
كُظـَّت ْ خزائنُنا
بآهات ِ الليالي ،
فاضت ْمآقينا
بآخرَ دمعة ٍ مثل اللآلي
لا صبرُ يجلينا
ولا صلواتُ، لا خد ٌّ نقدِّمه ُولا حق ٌّ يحقـَّق ُ أو يصادرُ أو يبارُ
أليوم َ جمّار ُالعراق ِ
سيرتدي بعدا ًربيعيا ً
مثلما بالضبط ِ جمّارُ!
أليوم َ تمتشق ُ السنابلُ
جذرَها وتعيدُ للنهرين ِدَينا ً
طالما ناحت ْ له ُ الأشجارُ ؛
هكذا أديمُ الأرض ِيمنحُ ملحَه حبَّا ًومكرمة ًفيقتسمُ الأكابرُ والصغارُ!
ديترويت في 6 – 22 – 2000
* درابين- جمع دربونة وتعني الزقاق باللهجة البغدادية .
منقول
حميد أبو عيسى
تعاليق
رد: قصيدة اعجبتني
الثلاثاء يناير 31, 2012 10:11 amimissyoulovers
موضوع مميز بارك الله فيك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى