منتديات ماي اصحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملكة الغرام
ملكة الغرام
نائب المدير
الجنس : انثى مشاركات : 1540
http://my-as7ab.ahlamontada.net
08012010
صديقان لم يفترقا حتى الموت


ورقة صغيرة كُتبت بخطٍ غير واضح ، تمكنت من قراءتها بصعوبة بالغة ... مكتوببهافضيلة الشيخ : هللديك قصة عن أصحاب أو أخوان ؟؟؟!... أثابك الله ...
كانت صيغة السؤال غير واضحة، والخط غير جيد...
سألت صديقي : ماذا يقصد بهذا السؤال ؟وضعتها جانباً ،بعد أن قررت عدم قراءتها على الشيخ ...
ومضى الشيخ يتحدث في محاضرته والوقت يمضي ...
أذن المؤذن لصلاةالعشاء ...
توقفت المحاضرة ، وبعد الآذان عاد الشيخ يشرحللحاضرين ، طريقة تغسيل وتكفين الميت عملياً ...
وبعدها قمنا لآداء صلاة العشاء ...
وأثناء ذلك أعطيت أوراق الأسئلة للشيخ ومنحته تلك الورقة التي قررتأناستبعدها ، ظننت أن المحاضرة قد انتهت ...
وبعد الصلاة طلب الحضور من الشيخأنيجيب على الأسئلة ...
عاد يتحدث وعاد الناس يستمعون ...
ومضى السؤال الأولوالثاني والثالث ...
هممت بالخروج ، استوقفني صوت الشيخ وهويقرأ السؤال ...
قلت : لن يجيب فالسؤال غير واضح ...
لكن الشيخ صمت
لحظة ثم عاد يتحدث ...
((
جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعةمن أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهوبين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ...
وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ...
ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلابالله ...
هذه الكلمات كانتتريحني قليلاً ...
بكاؤه أفقدني التركيز، هتفت به بالشاب ...
-
إن الله أرحمبأخيك منك ، وعليك بالصبرالتفت نحوي وقال : إنه ليس أخيألجمتني المفاجأة ،مستحيل ، وهذاالبكاء وهذا النحيب
-
نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ منأخي ...
سكتورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه ...
-
إنه صديق الطفولة ،زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً فيالحارة ،تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ...
-
كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لانفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلةالثانوية ثم الجامعةمعاً ...
التحقنا بعمل واحد ...
تزوجنا أختين ،وسكنا في شقتين متقابلتين ...
رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنتوابن ...
عشنا معاً أفراحناوأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي ...
اشتركنا فيالطعام والشراب والسيارة ...
نذهب سوياً ونعود سوياً ...
واليوم ... توقفتالكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ...
-
يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا؟؟ ...
خنقتنيالعبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..
أخذتأردد ، سبحانالله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ...
أنتهيت من غسله ، وأقبلذلك الشابيقبله ...
لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتىظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة ...
راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ...
أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ...
وبعد الصلاة توجهنا بالجنازةإلى المقبرة ...
أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ...
فكانت جنازة تحمل علىالأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ...
وعند القبروقف باكياً ، يسنده بعضأقاربه ...
سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو ...
انصرف الجميع ...
عدت إلىالمنزل وبي من الحزن العظيم ما لايعلمه إلاالله، وتقف عنده الكلمات عاجزة عنالتعبير ...
وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها، الوجه ليس غريب ، شعرت بأننيأعرفه ، ولكن أين شاهدته ...
نظرت إلى الأبالمكلوم ، هذا الوجه أعرفه ...
تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ...
يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ...
يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن، يقلب صديقه ،يمسك بيده ، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط فيالبكاء ...
انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...
رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟
-
عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ،وعندصلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ،رحمهالله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ...
-
إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه معرفيقه فيالجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم فيظلي يوملاظل إلا ظلي ...
قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ...
توجهنا بالجنازةإلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...
لقد وجدناالقبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ...
قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأتجنازة ، لم يحدث هذا من قبل ...
أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذييفصل بينهما ، وأنا أردد ، يالهامن قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ،وجمعت القبور بينهما أمواتاً ...
خرجتمن القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفرلهما وأرحمهما ، اللهم واجمعبينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدقعند مليك مقتدر ، ومسحت دمعةجرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...))
انتهىالشيخ من الحديث ، وأنا واقف قدأصابني الذهول ، وتملكتني الدهشة ، لا إله إلاالله، سبحان الله ، وحمدت الله أنالورقة وصلت للشيخ وسمعت هذه القصة المثيرة ،والتي لو حدثني بها أحد لما صدقتها ...
وأخذت ادعو لهما بالرحمةوالمغفرة
مُشاطرة هذه المقالة على:reddit

تعاليق

كرمال عيونك
الجمعة يناير 08, 2010 7:18 amكرمال عيونك
شكرا فتاه على القصه المشوقه يسلمو
انجل حب
الإثنين يناير 11, 2010 9:03 amانجل حب
مشكــــــــورة عنجد اشي حلو

وقصة روعـــــة
مشكورة
تحياتي لا الك


أنجـــــــــل
قمر
مشكوووورة كتير
ملكة الغرام
الجمعة يناير 22, 2010 2:53 pmملكة الغرام
مشكووووورين يا احلا اعضاء على مروركم الطيب لموضوعي


شكرا
انجل حب
الخميس يناير 28, 2010 7:49 amانجل حب
العفو لو الشعب في خدمت الشعب




انجل
avatar
الجمعة فبراير 19, 2010 12:31 amابو نوفل
يعطيك العافيه
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى