منتديات ماي اصحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

hicham95
hicham95
عضو متألق
عضو متألق
الجنس : ذكر مشاركات : 554
http://www.twitte.comhttps://www.facebook.com/samhameed167
10112012
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أسعد الله أوقات الجميع بكل خير



لا زلت أذكر تلك الليلة يوم أن تَفَرّق الأصدقاء

لا لشيء سوى أنَّ هذا حال الدنيا ؛ فبعد الشهادة الثانوية

يَشُقّ كل ٌ طريقَهُ في هذه الدنيا إما إستزادة ً لعلم أو للكَسب

و الوظيفة مُنشغِلا ً بنفسه و أسرته و أموره الحياتية .

ليلتها كَتَبَ صديقي عبدالله عسيري رسالة ( وداعية )

خاصّة لكل فرد ٍ منّا .

كَتَب خمس رسائل موجهة لي أنا ، و لمبارك ، سعيد ، حسن ، و فيصل .

لم تَكُن كلمات رسالته الموجهة إليَّ شخصيا ًلتغيب عن بالي طِوال

تلك السنين كانت كلّها ذكريات رائعة و جميلة .

توادعنا و الدموع تملأ المحاجر و تفيض منها .

جميلٌ أن يكونَ لك مثلُ هؤلاء ِالأصدقاء بقلوبهم الصادقة و النّقيّة

هكذا كنت ُ أُحدِثُ نفسي دوما ً .

بعدها بفترة طويلة قابلت مبارك ــ و هو بالمناسبة ابن عمتي

و أقربُ الناس لقلبي ــ و تجاذبنا أطراف الحديث و مررنا على

أطلال الذكريات ثم قال لي و هو يقلّب في أوراق قديمة أمامه

و قد أمسك بورقة من بينها :

تعرف وش في هالورقة .؟!

قلت : لا ، وش فيها .؟!

قال : رسالة وداع من عبدالله عسيري أيام الثنوية .

فقلت له : عبدالله عسيري ؟؟ الله عليك لسى فاكر .. !!

خلني أوريك الرسالة يا هو إنسان رائع هالعبدالله .!! قالها مبارك

و هو يزفر الأنفاس بحسرة مُتَوَجِّدا ً على تلك الأيام الحلوة .

قرأتُها معه و عَجِبت من روعة العبارة و شِدّة المَحبَّة

التي تجمعهما في الله و حّدَّثتني نفسي ( و الله هذي الرسالة

ــ موبــ رسالته لي ــ بلغتها القوية و مدى قُوّة العلاقة الأخوية

خصوصا ً بين الإثنين )

لم يكُن عبدالله ليُفرّق في تعامله معنا في العَلَن فقد كان حالُنا كأصدقاء

كما قالت تلك المرأة الأنمارية حين سُئِلت أيّ أولادك الأفضل ؟

قالت :

الربيع.. لا بل عُمارة.. لا بل فُلان .!!، ثمّ قالت : ثكلتهم إن كنت أعلمُ

أيهم أفضل ، هم كالحلقةِ المُفرَغَةِ لا يُدرى أين طرفاها .!!

تلك الرسالة كَشَفَت لي أمرا ً كنت ُ أجهله حينها كإجابة على ما اعتبرته تمييز .!؟

و أثارت داخلي تساؤلات عِدّة ..!!

لا أُخُفيكم أنني في لحظة غِياب للعقل وقتها حَسدتُهُ ــ أي مبارك ــ

رَغم حُبّي العظيم له و حَنِقت ُ بعضَ الشيء على صديقي عبدالله لظنّي أنّنا كُّلُنا

شيء ٌ واحد ٌ و لا فَرق بيننا و قلت في نفسي لماذا يخصُّه بكل هذه المَحبّة

التي لا تُوازيها محبته لبقيّة الأصدقاء .؟! ، و نسيت في لحظة استغراب

أنّ الأرواح جنودٌ مجنّدة و المَحبَّة من الله و ليست بيد المخلوق .

تلك الرسالة كَشَفَت أنه ليس بيدنا أن نُحبّ من نّشاء كيفما نَشَاء.

و إن أحببنا أحدا ً فلن نُحِبَّ الآخر بنفس الكيفية أو المقدار ( مسألة نسبية )

و أنّ منازل الأحبة في القـَلب ليست بنفس الدرجة من القـُـرب .

تمنيت حينها أنني لم أطّلع على فحوى تِلك الرِّسالة و مضمونها

لكن رُبّ ضارّة ٍ نافعة فقد تعلّمت منها حِكمةً و فائدةً لم أكُن لأعرفها

لو لم أُجالِس مبارك ليُريَني إياها بشكل ٍ غير مقصود .

و ها هي السنين تدور ، و تتوالى تلك الرسائل بعضها في العَلَن

و البعض الآخر في الخَفَاء ؛ لتَعلِمنا أنَّ البَشَرَ ليسوا سَوَاء

و أنَّ من أحببت أو أبغضت ليس لك في هذا الأمر حِيلَة

؛ فوطِّن نفسك على أن تُنِزل النَّاسَ من قلبك منازلهم منه ، و أحببهم بالقَدر

الذي يُقابلونك به من المحبة إن قَدِرت على ذلك .

نعم هناك منزلة ليست لأيّ أحد ، إنَّما هي للأَخِلاّء ، و هم نادرون في هذا الزمان

يُحبونك لذاتك ، و ُيؤثرونك حتى على أنفسهم .

يُضَحُّون من أجلك بالغالي و النَّفيس، و أما ما سِواهم من رِفاق المصلحة

فلا نُعيرهم أي إهتمام ، و لا تذهب أُنفُسنا عليهم حَسَرات .


مُشاطرة هذه المقالة على:reddit

تعاليق

Sam Hameed
الأربعاء ديسمبر 12, 2012 5:20 pmSam Hameed
شكرا اخي هشام على القصة المميزةة

سلمت أناملك و بانتظار جديدك

و تقبل مروري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى