منتديات ماي اصحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

RAWAN
RAWAN
مشرف قسم التصميم
الجنس : انثى مشاركات : 79
08082012

سورة عبس ما دلالة تحول الخطاب في الآيات الثلاث الأولى في سورة عبس (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الأعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)) من المبني للمجهول إلى الخطاب المباشر مع الرسول صلى الله عليه و سلم؟(د.فاضل السامرائى)


هذا من باب الالتفات في البلاغة يلتفت من الغيبة للحاضر ومن الحاضر للغيبة لكن لماذا؟


إكراماً للرسول صلى الله عليه و سلم لم يقل له عبست وتوليت أن جاءك الأعمى فإكراماً له قال عبس وتولى




والتفت إليه لما كان في الخطاب خير لأنه صلى الله عليه و سلم كان منشغلاً في الدعوة إلى ربه يأمل إذن هو الآن في دعوة، في أمل كان يرجو خيراً ويأمل خيراً إذن لم يكن منشغلاً عنه باللهو أو أمر غير مهم وإنما بأمر من أمور الدعوة (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6)) تصدى له لدعوته للإسلام.




إذن هو ذكر الغيبة إكراماً للرسول صلى الله عليه و سلم(عَبَسَ وَتَوَلَّى) والتفت في الخطاب إكراماً له، كان منشغلاً بالدعوة فعاتبه عتاباً، (فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى) هو صلى الله عليه و سلم تصدى له لدعوته للإسلام وليس لأمر من أمور الدنيا إذن هو كان منشغلاً بأمور الدعوة وحاملاً همّ الدعوة فلم يقل له عبست وتوليت ثم إشعاراً له وإن كان خلاف الأولى لكن كان منشغلاً يحمل همّ الدعوة.


فإذن عاتبه ربنا وفي الحالتين كان فيه إكرام للرسول صلى الله عليه و سلم لم يقل له عبست وتوليت حتى لما قال (أما من استغنى فأنت له تصدى) ليس ذماً وليس عتاباً شديد اللهجة لأنه صلى الله عليه و سلم كان منشغلاً بأمور الدعوة وكان يريده أن يزّكى، هذا مسلم من المسلمين مقدور عليه يمكن أن يستدعيه لاحقاً ويجيب على سؤاله أما الآن فقد حانت فرصة لدعوة هؤلاء وهذا الظرف لا يحين دائماً.


واستعمل كلمة أعمى أعذار للرجل السائل أنه هذا معذور أعمى ولو كان رأى الرسول صلى الله عليه و سلم مشغولاً لما سأله.




هو لو كان بصيراً لما سأل الرسول صلى الله عليه و سلم لأنه كان رآه منشغلاً ولم يسأله وجاء في وقت آخر.




فالآيات فيها غاية الإكرام للرسول صلى الله عليه و سلم(عبس وتولى) يتكلم عن غائب وهي أكرم من (عبست وتوليت) استخدام ضمير الغائب أكرم من المخاطب إذن الإكرام في الالتفات في الحالين إكراماً له في الغيبة (عبس وتولى) وأعذار له في قوله (وما عليك ألا يزكى) التحول من ضمير الغيبة إلى المتكلم ومن المتكلم إلى الغيبة يسمى الإلتفات ويذكر عموماً هناك أمر عام في الالتفات أنه لإيقاظ النفس لأن تغيير الأسلوب يجدد نشاط السامع وينتبه أن الخطاب كان عن غائب ثم تحول إلى حاضر، هذا أمر عام في الالتفات أنه يثير انتباه السامع ويجعله ينتبه مثلاً (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)) يتكلم تعالى عن نفسه ثم قال (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)) ولم يقل فصلّ لنا إذن هذا إلتفات.





كل مسألة في القرآن فيها إلتفات عدا هذا الأمر كونه لتنبيه السامع فيها أمر.




لماذا التفت في (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2))؟ الصلاة للرب وليس للمعطي، لو قال فصلّ لنا أي لأننا أعطيناك صلّ حتى لا يُفهم أن الصلاة من أجل العطاء لمن يعطي لكن الصلاة للربّ سواء أعطاك أو لم يعطيك .




الصلاة ليست للعطيّة وإنما من باب الشكر فالالتفات في كل مسألة في القرآن له غرض.






*(عبس وتولى) ما دلالة استخدام صيغة الغائب في الآية؟(د.حسام النعيمى)




يسأل السائل لم قال (عبس وتولى) ولم يقل (عبست وتوليت)؟ أولاً تفسير القرآن الكريم يكون من اللغة ويكون من المأثور مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم.




نحن عندنا في الصحيح أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقول لأبن أم مكتوم: أهلاً بمن عاتبني فيه ربي ويفرش له حتى يجلس.




لكن هناك فرق بين أن يقال للإنسان عبست وتوليت ومحمد صلى الله عليه و سلم حبيبٌ إلى الله عز وجل هو حبيب الله فلا يواجهه ولا يفاجئه هكذا يقول له فعلت كذا.




وإنما كأنه جعله غائباً (هو عبس وتولى) فقال (عبس وتولى) كأنه غائب ثم إلتفت إليه مرة أخرى فقال (وما يدريك لعلّه يزكى).




والحادثة مشهورة في السيرة أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يدعو رؤوس القوم وكان يرجو بإسلامهم إسلام سائر الناس وأحسّ أنه كأنما صار قريباً منهم وجاء ابن أم مكتوم وسمع صوت الرسول صلى الله عليه و سلم فقال له يا رسول الله علّمني مما علمك الله، علّمني مما علّمك الله، وهو صلى الله عليه و سلم يريد أن ينتهي من أمر هؤلاء بإسلامهم يسلم سائر قومهم فتغيّر وجهه صلى الله عليه و سلم قليلاً وإلتفت جانباً وأكمل حديثه معهم فجاء القرآن معاتباً له.




وهذه الآيات من دلائل النبوة لأن إبن أم مكتوم كان أعمى ولم ير الرسول صلى الله عليه و سلم.




في البداية لم يواجه الرسول صلى الله عليه و سلم وإنما تحدّث عن غائب لأنه حبيبٌ إلى الله عز وجل.




ولاحظ كلمة عبست والعبوس فلا يفاجأ بها الرسول صلى الله عليه و سلم فقال تعالى (عبس وتولى أن جاءه الأعمى) ثم إلتفت إليه فقال (وما يدريك لعلّه يزكى) رقة المعاتبة الأخيرة غير عنف المعاتبة الأولى.




فالعنيفة جعلها للغائب ثم لما جاء للرّقة (لعلّه يزّكى) ولاحظ (لعلّ).

مُشاطرة هذه المقالة على:reddit

تعاليق

hicham

مشكوووووووووووووووووور

يعطيك العافية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى